هدد الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة السعيد بوتفليقة، بملاحقة المعارض الجزائري اللاجئ في فرنسا هشام عبود أمام القضاء، إثر اتهامات وجهها الى عائلة الرئيس تتعلق بالفساد. ويعتبر المراقبون الجزائريون خروج السعيد بوتفليقة إلى العلن لأول مرة منذ بداية حكم شقيقه في عام 1999، بمثابة مؤشر قوي على الصراعات داخل منظومة الحكم بين مؤسسة الرئاسة مدعومة بقيادة أركان الجيش وجهاز الاستخبارات. وبعد صمت دام قرابة 15 سنة، قرّر الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري الخروج عن صمته، وردّ على رسالة المعارض الجزائري التي حملت اتهامات خطيرة ضده. فقال في كتاب مفتوح إن «الاتهامات الموجودة في هذه الرسالة خطيرة جداً، ليس لأنها تمس شخصي أنا فحسب، وإنما تمس الشعب بأكمله، الذي لن يرضى أن تقوم شقيق الرئيس بمثل هذه الأفعال»، وأضاف: «لن أسكت وسأرفع دعوة ضد المدعو هشام عبود الذي لا أعرفه، ولست مضطراً لأن أجيب على اتهاماته. وأعتقد أنه مسؤول أمام الشعب الجزائري على هكذا تصريحات واتهامات». وكانت وسائل إعلام نشرت أول من أمس رسالةً قالت إن عبود بعثها للسعيد بوتفليقة في 6 شباط (فبراير) الجاري، طالباً منه التعليق على معلومات حصل عليها أثناء تأليفه كتاباً بعنوان «جزائر بوتفليقة: نهب وعيب وفساد»، تتهمه بالتورط في قضايا فساد أبرزها «شركة النفط سوناطراك وخليفة والطريق السيار شرق غرب». وقال عبود مخاطباً السعيد: «كثيرون يشهدون بأنك متورط بقضايا (فساد) كبرى مثل سوناطراك والطريق السريع شرق غرب وفيليب موريس وخليفة، ما يشكل دليلاً على إفلات شكيب خليل (وزير الطاقة السابق) وعمر غول (وزير النقل) من القضاء». وكان القضاء الجزائري علّق صدور صحيفتي «جريدتي» الناطقة بالعربية ونسختها بالفرنسية «مون جورنال»، اللتين يملكهما عبود في أيار (مايو) 2013 بعد نشرهما ملفاً حول تدهور صحة الرئيس أثناء علاجه في مستشفى «فال دو غراس» في باريس. كما فُتح تحقيق قضائي ضد عبود بعد إدلائه بتصريحات لوسائل إعلام أجنبية قال فيها إن الرئيس الجزائري نُقل إلى «فال دو غراس» في حالة غيبوبة عميقة.