قالت مصادر مجهولة الهوية لصحيفة "الوطن" الجزائرية إن العدالة لم تستدع وزير الطاقة الجزائري الأسبق شكيب خليل للاستماع إلى أقواله فيما يتصل بقضايا الفساد التي تنخر المؤسسة البترولية الحكومية العملاقة "سوناطراك" على رأسها " قضية سوناطراك 2 " مردّه الخشية من أن تجّر الحقائق التي قد يكشف عنها شكيب خليل شقيق الرئيس الجزائري سعيد بوتفليقة إلى مستنقع المتورطين في عدد من الصفقات التي حظيت بدعم من أعلى هرم السلطة، على رأسها الصفقات التي ذات الصلة بمجموعتي ألستون الفرنسية للنقل وجنرال إليكتريك الأمريكية المتخصصة في الطاقة. وفيما تكتمت "الوطن" في طبعتها لأمس الخميس عن هوية المصادر التي أوردت لها المعلومة، فإن المصادر ذاتها كشفت بكثير من التفاصيل عن الأسواق الهامة التي استفادت منها مجموعتا "ألستن" و "جنرال إليكتريك" في مجال البنى التحتية والتي لم يكن بالإمكان الاستفادة منها بالتعاطي فقط مع وزيري قطاع النقل والطاقة وحدهما. ووقفت الصحيفة بشكل خاص عند وزير الطاقة والمناجم الأسبق شكيب خليل، وحسب مصادر الوطن "فإنه لا يجب الاستفهام لماذا لم تستدع العدالة الجزائرية وزير النفط السابق في قضايا الفساد التي اهتز لها قطاعه بالرغم من الاتهامات الخطيرة التي تطاله، موضحة أن ذلك مردّه الخوف من الوصول إلى شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة". وفي محاولة للتعليل على ما تورده من معلومات بشأن الأسواق والصفقات التي تحصلت عليها المجموعتان الفرنسية والأمريكية اشارت مصادر الصحيفة أن "المشاريع المتحصل عليها في الجزائر، مشاريع ضخمة وجد هامة، ولا يمكن للوزير أن يكون وحده المعني بها". وتتزامن الاتهامات الموجهة ضد شقيق الرئيس الجزائري وقرار بوتفليقة إسناد مهمة التحقيق في قضايا الفساد التي اهتزت لها البلاد على رأسها فضيحة مجموعة سوناطراك التي كشفت عن رشاوى وعمولات بقيمة 197 مليون يورو يعتقد ان مسؤولين جزائريين كبار تلقوها مقابل تسهيل حصول مجموعة "ايني" الايطالية على صفقات في مجال النفط والغاز بقيمة 11 مليار يورو، إلى فريق مختص في الاستعلامات العسكرية الجزائرية ضمن ما صار يعرف ب "حملة الايادي البيضاء" وحديث مصادر قريبة من القصر الرئاسي في تسريبات للصحافة عن استحداث الرئيس الجزائري قبل أقل من شهر خلية على مستوى رئاسة الجمهورية تضم كبار المحققين المتقاعدين وخبراء قانون أوكل لها مهمة متابعة ملفات الفساد بالأخص ما اتصل بقضية " سوناطراك 2 " ورفع التقارير المفصلة عنها إلى مكتبه. ويعد سعيد بوتفليقة، الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري، واحد من الشخصيات العمومية في الجزائر منذ صار يرافق الرئيس بوتفليقة في عدد من خرجاته الميدانية في السنوات الأخيرة، بالأخص بعد الاعتلال الصحي لبوتفليقة، ولم يكن سعيد بوتفليقة يظهر من قبل رغم كونه المستشار الشخصي لشقيقه. وأثار ظهوره العلني النقاش في وسائل الإعلام حول موقع شقيق الرئيس من السلطة في الجزائر وعلاقاته الكثيرة مع رجال الأعمال واصحاب المال والنفوذ، ومرحلة ما بعد بوتفليقة بعدما كشفت تسريبات أن شقيق الرئيس يستعد لتأسيس حزب سياسي تحسبا لرئاسيات 2014، وأن الأخير لم يخف طموحه في خلافة أخيه بل ويلتف حوله من يدعّم هذا الطموح ويزكيه.