عشية إحيائها اليوم الذكرى ال 35 للثورة، توقعت إيران «مستقبلاً مشرقاً» للبلاد، مؤكدة أنها لا تسعى إلى تطبيع علاقاتها مع الولاياتالمتحدة والغرب، كما أعلنت أنها طوّرت أجهزة طرد مركزي تُستخدم لتخصيب اليورانيوم، «أقوى 15 مرة» من أجهزة الجيل الأول. واعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن مشاركة الإيرانيين في مسيرات ذكرى الثورة اليوم، ستكون «نموذجاً للدعم الشعبي للمفاوضات» مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني. ووصف الشعب بأنه «أضخم رأسمال للنظام». أما عباس عراقجي، نائب ظريف، فرجّح توصل إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) إلى اتفاق نهائي يطوي الملف النووي الإيراني، «في غضون أشهر، إذا تمتع الجانب الآخر بنية حسنة ورغبة أكيدة وتجنّب الأطماع». وشدد على أن الهدف من اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، «ليس تطبيع العلاقات مع أميركا أو الغرب، ولا التوصل إلى اتفاق صداقة، بل تبقى الخلافات مع أميركا التي نختلف معها في عشرات المسائل، وما زلنا نعتبرها الشيطان الأكبر». وأشار إلى تصريحات أدلى بها مسؤولون أميركيون حول إيران، بينهم ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية، معتبراً أنها «تعبّر عن استمرار العداء وروح الاستكبار» لديهم، كما «تؤكد ضعفهم». ونصح المسؤولين الأميركيين بألا «يكرروا أخطاء سابقة»، مذكراً بأن «أميركا بلد عضو، مثل آخرين، في الدول الست، ولا يحق لشيرمان وحكومتها تحديد جدول أعمال المفاوضات لإيران، أو اتخاذ قرارات نيابة عن شعبها». وسُئل عراقجي عن قول شيرمان الأسبوع الماضي إن البرنامج الصاروخي الإيراني سيُناقَش خلال جلسة المفاوضات المقبلة بين طهران والدول الست، المقررة في فيينا في 18 الشهر الجاري، فأجاب: «المسائل الدفاعية الإيرانية ليست قابلة للتفاوض وتشكّل خطاً أحمر، ولن نبحث أثناء المفاوضات في مواضيع غير الملف النووي». وأبلغ رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي قادة سلاح الجو في الجيش الإيراني، أن بلاده «لا تنوي التراجع عن حقها في استخدام التكنولوجيا النووية»، مشيراً إلى أنها تستطيع خلال «ساعات»، استئناف التخصيب بنسبة 20 في المئة، كما يمكنها إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 60 في المئة. وتوقع «مستقبلاً مشرقاً» لإيران، معتبراً أنها «حققت إنجازات مذهلة في التكنولوجيا النووية». ولفت إلى أن بلاده دشّنت بعد إبرام اتفاق جنيف، «جهاز طرد مركزي فاجأ الغربيين، لكننا فرضناه في إطار نشاطاتنا المتصلة بالبحث والتطوير». وأضاف أن هذا «الجهاز أكثر قوة 15 مرة من أجهزة الجيل الأول»، موضحاً أن «سرعته تبلغ 700 متر في الثانية و60 ألف دورة في الدقيقة». معلوم أن طهران تعهدت في اتفاق جنيف، ألا تزيد عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأتي ناتانز وفردو لتخصيب اليورانيوم. لكن صالحي لفت إلى أن «إحدى النقاط الإيجابية لاتفاق جنيف، هي عدم وجود أي قيود للبحث والتنمية في المجال النووي، وهذا يعود إلى فطنة مفاوضينا». واعتبر أن «الطاقة النووية عنصر قوة منح إيران مكانة مميزة على الساحة الدولية». المشاكل الاقتصادية على صعيد آخر، اعتبر الخبير الاقتصادي البارز سعيد ليلاز أن المشاكل الاقتصادية في إيران «تهدد النظام». ليلاز الذي كان سُجن بسبب انتقاده السياسات الاقتصادية للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، قال لصحيفة «جهان صنعت» الاقتصادية إن إيران «تحوّلت البلد الأكثر فساداً مالياً في تاريخ الشرق الأوسط. ولا أستطيع أن أتذكّر موجة فساد ونهب مشابهين، في أي بلد آخر». وأضاف: «ما نراه من الفساد هو رأس جبل الجليد، ومهم بالنسبة إلى (الرئيس حسن) روحاني محاولة إبطاء سرعة هذا الفساد». وتابع أن «على روحاني حماية علاقته بالمرشد (علي خامنئي)، وعلى الإصلاحيين تأمين وحدتهم مع الحكومة»، ما يتيح إخراج إيران من «هذا الفخ».