اجمعت مواقف صادرة عن مسؤولين في «حزب الله» على أهمية تشكيل «حكومة جامعة اذ لا سبب مقنعاً لتمسك بعضهم في شروط تعطل التشكيل وبالتالي الا يمكن تجاوز عقدة المداورة لأن الكل بحاجة الى الكل؟، موضحة ان قتال الحزب في سورية «لم يكن الا بعد مرور سنة و8 اشهر على الازمة في سورية وكان خياراً دفاعياً». وشدد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش في لقاء سياسي في الجنوب على «ضرورة إعادة إحياء دور المؤسسات، وفي طليعتها مسألة تشكيل الحكومة كمقدمة لمقاربة وإجراء استحقاق الرئاسة في موعده، وإعادة تفعيل وتنشيط دور المجلس النيابي»، مطالباً الجميع ب «تجاوز أصعب الأمور حول تركيبة الحكومة وبنيتها، والأخذ في الإعتبار متطلبات الإستقرار في لبنان بغض النظر عن كيفية قراءة كل شخص لمسألة الصيغة التي اتفق عليها، فالمهم أن نقرأ مصلحة البلد، وأن نكون شركاء، وأن نسارع إلى تشكيل الحكومة السياسية الجامعة». ورأى ان «لا يوجد سبب مقنع لتمسك بعضهم في شروط أو ببعض المبادئ التي تعطل تشكيل الحكومة»، مشيراً إلى «أن كل قاعدة لها استثناء، وإذا وجدنا أن هناك عقبة تحول دون مشاركة مكون أساسي في الحكومة، فعلى الرئيس المكلف أن يسعى كما سعينا نحن والآخرون من أجل تذليلها، والحكومات لا تشكل من أجل أن تصبح في حال تصريف أعمال». ولفت الى «أن مسؤولية مواجهة التيارات التكفيرية لا تقع على فئة معينة من اللبنانيين، بل على جميع مكونات المجتمع اللبناني أن يفكروا جدياً بهذا الخطر ليحافظوا على صورة لبنان كنموذج للعيش المشترك قبل أن تتمكن هذه الجماعات من التمركز والتغلغل والتأثير على عقول الكثيرين من الجهلة أو المضللين». وقال نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في احتفال تأبيني في حسينية الأوزاعي ان «حزب الله قاتل في سورية بعد مرور سنة وثمانية أشهر على اندلاع الأزمة فيها، أي أننا لم نتدخل في البداية، ولم تكن لدينا نية أن نشترك في ما يحصل في سورية، لكن عندما شعرنا بالخطر الداهم، رأينا أن من واجبنا أن نساهم في حماية ظهر المقاومة وطريق إمدادها، وهذا الخيار هو خيار دفاعي ومن حقنا ذلك». وقال: «يقولون لنا دائماً أنتم استجلبتم التكفيريين، ونقول لهم: راقبوا المسار الطويل لمجيء التكفيريين إلى المنطقة، فمن الذي استجلبهم إلى سورية من 80 دولة؟ ومن الذي جاء بهم إلى العراق ليقتلوا الناس الأبرياء؟ ومن رعى «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد قبل سنوات؟ ومن كان يرعاهم في الضنية قبل ذلك؟ هؤلاء كانوا موجودين. ولكم في ما يجري في سورية بين داعش ومن معها ومن ضدها عبرة لمن يعتبر كيف أنهم يأكلون من رباهم ورعاهم». وأكد: «سنبقى في أعمالنا وفي الميدان ولن نغير من مواقفنا السياسية، سنبقى نقاتل حيث نقاتل، نحن مقاومة في كل موقع، وسننتصر في نهاية المطاف». وجدد الدعوة الى «حكومة جامعة لا تستثني أحداً، فلا عزل أفرقاء ينفع ولا تهميش أفرقاء ينفع، الكل بحاجة إلى الكل، وننصح رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف أن يبذلوا جهداً حثيثاً وحقيقياً للحكومة الجامعة، فهذا هو الإنجاز وما عداه فشل محض». وسأل رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك: «لماذا هذا الدوران في حلقة مفرغة والعقدة في المداورة، فهل يا ترى المداورة أكبر من لبنان وأعظم من الخطر الداهم الذي يحيق به؟ ألا يمكن تجاوز عقدة هذه المداورة؟ أم أن هناك ما وراء الأكمة دفع نحو الفراغ ولدفع لبنان إلى مكان آخر». ودعا خلال حفل تأبيني في بعلبك، الى «السعي لحكومة جامعة تحقق للمواطن أمنه واستقراره ومقتضياته الإقتصادية». وطالب نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق «بالإسراع في تشكيل حكومة سياسية جامعة لا يشعر فيها أحد أنه مستهدف». وقال في حفل تأبيني: «المشكلة اليوم ليست متمثلة بحجم حصة حزب الله وحركة أمل في الحكومة، إنما في أن هناك من تعمد استهداف فريق يمثل أكثرية مسيحية، وان المعبر الوحيد الذي يقربنا من تشكيل الحكومة الجامعة هو التفهم والتفاهم على قاعدة تأمين الشراكة الحقيقية الوازنة والعادلة لكل مكونات الحكومة».