واصل «حزب الله» حملته على «قوى 14 آذار» ورفضه الحكومة الحيادية. فرأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي ان «التكفيرية السياسية تجسد نفسها في هذه الآونة بمواقف فريق 14 آذار الذي يقف المسؤولون فيه واحداً بعد الآخر ليعلنوا رفضهم الشراكة والاعتراف بالآخر والعيش معه، بل إن في دعواتهم إقصاء إلى حد الإلغاء السياسي»، في حين اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق «أن الإرهابيين التكفيريين يمرون من تحت خيمة فريق 14 آذار، وبعض هذا الفريق يرافع في المحاكم عن قتلة الجيش اللبناني في عبرا». ورأى الموسوي في لقاء سياسي في بلدة النفاخية الجنوبية أن «الحملات الإعلامية التي تحاول النيل من موقفنا لناحية مواجهتنا المجموعات التكفيرية في سورية، إنما تقوم بدورها المرسوم لها خارجياً بالتعمية على الخطر التكفيري، ويريد البعض في لبنان من الذين ينفذون تعليمات دولة إقليمية أن يعموا على الخطر التكفيري»، مشيراً الى ان «لبنان المتنوع والمتعدد لا يمكن أن يقبل الفكر التكفيري». ورأى انه «عندما يقف أحد من فريق 14 آذار ويقول عن مكون أساسي من المكونات اللبنانية أنه لا يريد الشراكة معه، فهذا يعني الإلغاء للآخر، ونحن قادرون أن نقف ونقول لا نريد شراكة مع الفريق الآخر، ولكن فهمنا العميق للرسالة اللبنانية ولتجربتها جعلنا نعرف أن لبنان لا يقوم إلا على الشراكة والتوافق، ولبنان في كل مراحله كان يحيا بالتعددية السياسية، وكانت تنتظم الأمور فيه عبر الحوار الذي يؤدي إلى التفاهم وإلى تسويات سياسية». واعتبر ان المواقف التي صدرت (رداً على خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله) «وكأنها لم تسمع الخطاب أو أنها سمعته بطريقة مجتزأة استنسابية لا تريد أن ترى فيه هذه الإرادة الصلبة في العيش معاً وفي الشراكة الضرورية في لبنان، وجميعهم ذهبوا في اتجاه المزيد من التكفيرية السياسية، وواجهوا الخطاب الداعي إلى ضرورة العودة إلى الحوار والتفاهم بتكفيرية مضاعفة». وسأل: «أين هو الاعتدال السياسي في فريق 14 آذار، فهل رفض الحوار والشراكة مع مكونات فريق 8 آذار جميعاً هو الاعتدال السياسي؟». ودعا الى «الخروج من هذه الأزمة من طريق تشكيل حكومة تتوافق مع روح اتفاق الطائف ونصه وتتوافق مع الدستور روحاً ونصاً، فالحكومة وفق اتفاق الطائف ووفق الدستور اللبناني هي حكومة تقوم على أساس تمثيل المكونات السياسية والاجتماعية اللبنانية، والدستور اللبناني واتفاق الطائف ينصان على أن الحكومة في لبنان لا يمكن أن تكون إلا حكومة تمثيل سياسي، ولذلك لا محل للحديث عن حكومة تكنوقراط أو عن حكومة حيادية التي لا مكان لها في الدستور اللبناني». ورأى ان هذا «يفترض بأن كل وزير ينبغي أن يكون ممثلاً لقاعدة شعبية عبرت عن نفسها من خلال الانتخابات النيابية، وهذا ما ندعو إليه، أن تتشكل الحكومة على أساس التوازنات القائمة في المجلس النيابي، وقدمنا تنازلاً بالقبول بتسوية اسمها حكومة 6+9+9 على قاعدة أن هذه الصيغة هي الحد الأدنى المقبول من التمثيل السياسي الواجب وجوده في كل حكومة لبنانية، ولذلك الحكومة الحيادية في لبنان هي خارج اتفاق الطائف والدستور اللبناني». وقال: «لذلك لا داعي لمجازفة تدفع بالبلاد إلى مزيد من الاضطراب عبر ما يسمى بالحكومة الحيادية التي لا وجود لها ولا للحياديين أصلاً، وما دام أننا في نهاية الأمر سنجلس الى طاولة الحوار ونتوصل إلى التسوية، فلما لا تكون البداية هي كذلك، ولذلك ندعو إلى الإفادة من الفرصة والوقت وتجنيب اللبنانيين المزيد من الأزمات بالشروع فوراً في حوار وطني يؤدي سريعاً إلى تشكيل حكومة وطنية جامعة، وننقذ لبنان من أن يكون ساحة تستخدمها دولة ما للثأر أو للتعويض». وقال: «نعرف أن الذين سمعوا رسالة الأمين العام بالأمس فهموها جيداً، ولكن تعمدوا إصدار مواقف تدل على عدم الفهم لأن قرارهم ليس بيدهم، وعبر الأمين العام من موجة رياح صحراوية يجب أن نعمل جميعاً لاتقائها، فاختار البعض في لبنان أن يشرّع أبوابه أمام رياح السموم، ونحن سنغلق هذه الأبواب والنوافذ «لأن لبنان الذي قدمنا الشهداء العظام دفاعاً عنه لن نقبل أن تأتي دولة من وراء الصحراء والبحار لكي تضع يدها عليه». قاووق وأقام «حزب الله» مأدبة غداء لمناسبة عيد الميلاد المجيد، برعاية الشيخ قاووق، على شرف فاعليات مسيحية في منطقة الجنوب. وألقى قاووق كلمة أشار فيها إلى «أن الخطر التكفيري لا يستهدف «حزب الله» أو الشيعة أو الجيش اللبناني فقط، إنما هو داهم على جميع المسلمين والمسيحيين في لبنان، فعندما يستهدف الجيش اللبناني فبهذا يستهدف كل الوطن والسيادة والكرامة». وحمل فريق 14 آذار «مسؤولية تشجيع إسرائيل على التصعيد تجاه لبنان التي أقدمت بالأمس على خطوة استفزازية بترسيم الحدود النفطية على حساب حق لبنان، لأن هذا الفريق ينفذ وظيفة خارجية مدفوعة الثمن باستهدافه المقاومة والجيش الذي يضعف الموقف الوطني اللبناني أمام الأخطار الإسرائيلية والتكفيرية»، مؤكداً «أن لبنان قادر على حماية ثرواته النفطية بالارتكاز على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأن المقاومة تمتلك كل الوسائل والقدرات العسكرية لتحمي كل قطرة نفط من حق لبنان، وهي حاضرة في الجنوب في كل ساعة لتصنع نصراً أكبر من نصر تموز عام 2006».