علمت «الحياة» أن بعض عشائر الأنبار أبلغت إلى مجلس المحافظة رفضها الحوار مع الحكومة قبل وقف القصف المدفعي على الفلوجة وانسحاب الجيش الى خارج المدن، على ان تتعهد ضبط الامن ومحاربة «الارهابيين». وكان محافظ الأنبار احمد الذيابي اعلن مساء اول من امس، خلال اجتماع ضم اعضاء الحكومة المحلية في الأنبار وعدداً من شيوخ العشائر، تفاصيل المبادرة التي يجرى التحضير لها منذ ايام، وأبرز ما تتضمنه انسحاب الجيش من المدن. وأفادت مصادر عشائرية «الحياة» امس بأن «اكثر من سبعين شيخ عشيرة، ابرزهم الدليم والجميلة والبو فراج والبو علوان والبو فهد والجنابي والبو نمر، اتفقوا على رفض اي حوار مع الحكومة الاتحادية او مجلس المحافظة قبل وقف القصف على مدينة الفلوجة وسحب قطعات الجيش من المدن كبادرة حسن نية». وأضافت المصادر ان اتصالات أُجريت مع المحافظ «لإبلاغه شرط العشائر، فإذا قبل يتم اختيار وفد للتفاوض مع الحكومة الاتحادية ومجلس المحافظة». ولفتت المصادر الى ان غالبية العشائر متفقة على ان «المجلس العسكري لثوار العشائر» الذي يقوده شيخ عشائر الدليم هو الممثل الوحيد لأبناء المحافظة ويتكفل هذا المجلس ضبط الامن الى حين تهيئة الظروف المناسبة لعودة الشرطة المحلية الى مراكزها. وقدم المحافظ خلال اجتماع عقده مع شيوخ عشائر الانبار في مدينة الرمادي مبادرة تشمل «عفواً عن الشباب المغرر بهم من الذين عملوا مع التنظيمات المسلحة»، معلناً إمهالهم سبعة ايام «لإلقاء السلاح وإعادتهم الى احضان عشائرهم». لكنه اكد «استثناء كل من ساهم بقتل الابرياء وثبت عليه الجرم والتعاون مع داعش»، مؤكداً ان «لا خيار للتفاوض مع القتلة والمجرمين». وطالب الحكومة المركزية «بالتعامل بإيجابية مع هذه المبادرة». وقال احمد ابو ريشة، رئيس «صحوة العراق»، وهو اكبر التنظيمات العشائرية التي تقاتل عناصر «داعش» في الأنبار: «تعلن عشائر الانبار عموما براءتها ممن حمل السلاح او ممن موّل التنظيمات المسلحة ضد الدولة». وكشف ابو ريشة العثور على عملة جديدة اصدرها تنظيم «داعش» في احد «الاوكار» التي سيطرت عليها قوات الامن، هي «مئة جنيه اسلامي تحمل من الجهة الامامية صورة لزعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن، وفي الجهة الخلفية صورة لبرجي التجارة الاميركيين اللذين سقطا في 11 ايلول (سبتمبر) عام 2001». ميدانياً، قتل شخص وأُصيب 26 في اشتباكات دارت ليل الجمعة - السبت في منطقة السجر شمال الفلوجة بين قوات الامن ومسلحي «داعش»، على ما أفادت مصادر امنية. وأعلن مقدم في الشرطة سيطرة مسلحي «داعش» على منازل ستة مسؤولين ونواب عراقيين في الفلوجة بينها منزل وزير الكهرباء عبدالكريم عفتان، وأن «المنازل كانت خالية من ساكنيها، باستثناء بعض الحراس الذين صادر المسلحون اسلحتهم وسياراتهم». وتمكنت السلطات العراقية من فرض سيطرتها بالكامل على منطقة المعلب التي كانت المعقل الرئيس ل «داعش» في الرمادي. وأفيد عن اندلاع اشتباكات في الحميرية وحي السكك مساء الجمعة. وقال المقدم حميد شندوق: «عالجنا حتى الآن 400 عبوة ناسفة كانت مزروعة في شوارع الرمادي، بينها 35 منزلاً مفخخاً». وتنفذ هذه العمليات بمساندة قوات «الصحوة» وأبناء العشائر منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ضد مقاتلي «داعش»، ومقاتلين مرتبطين ب «القاعدة» ومسلحين مناهضين للحكومة يسيطرون على مناطق في محافظة الانبار التي تشترك مع سورية بحدود تمتد نحو 300 كلم.