اندلعت مواجهات مسلحة بين المتمردين الحوثيين ومسلحين من القبائل يدعمهم الإسلاميون ليل الأربعاء الخميس قرب صنعاء بعد ايام من تعزيز الحوثيين مواقعهم في شمال اليمن. وقال زعيم قبلي ان المتمردين الذين يطلقون على انفسهم تسمية "انصار الله" شنوا هجوما على القبائل في منطقة أرحب على المدخل الشمالي لصنعاء غير بعيد عن المطار الدولي. وكان الحوثيون سيطروا إثر مواجهات أوقعت حوالى 150 قتيلا نهاية الأسبوع الماضي على بلدات في محافظة عمران ما ادى الى اخلاء ال الاحمر زعماء تجمع حاشد القبلي الكبير منازلهم والانسحاب من المنطقة. وتقول مصادر سياسية إن الحوثيين يسعون إلى توسيع مناطق سيطرتهم قبل ترسيم حدود الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة في اليمن. ومنذ أسابيع، تدور مواجهات بشكل متقطع بين مسلحي القبائل والحوثيين في أرحب (35 كم شمال صنعاء). وتم التوصل إلى هدنة السبت الماضي إثر وساطة قام بها وفد أرسله الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأضاف الزعيم القبلي أن "الهدنة التي صمدت منذ السبت انتهت بسبب الهجوم الواسع الذي يشنه الحوثيون". من جهتهم، يتهم أنصار الله على موقعهم الالكتروني "ميليشيات الإصلاح" الحزب الإسلامي حليف بالقبائل ب"خرق الاتفاق" وشن هجوم "يستخدمون فيه جميع أنواع الأسلحة". وأفادت مصادر قبلية أن الوسطاء استطاعوا إعادة الهدوء إلى المنطقة ظهر الخميس. ويراس وفد الوساطة الرئاسية اللواء علي الجائفي قائد قوات الاحتياط. يشار إلى أن التمرد الحوثي موجود بقوة في شمال اليمن حيث يسيطر على محافظة صعدة. وخاض الحوثيون ست حروب مع السلطات في صنعاء منذ 2004 إلا أنهم يشاركون حاليا في العملية السياسية الانتقالية. إلى ذلك عبرت الولاياتالمتحدة عن إدانتها لموجة العنف والاشتباكات الطائفية الأخيرة في اليمن، مؤكدة دعمها كل الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق نار دائم في البلاد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، خلال مؤتمر صحافي "نحن ندين بالتأكيد موجة العنف والاشتباكات الطائفية الأخيرة في اليمن". وأضافت بساكي "نحن ندعم الجهود للتفاوض حول وقف غطلاق نار دائم وندعو كل الأطراف إلى الامتناع عن إشعال التوترات الطائفية أو التحريض على العنف في هذه المرحلة الحساسة من العملية الانتقالية اليمنية". وتابعت انه بعد انتهاء الحوار الوطني باليمن، "نحث كل اليميين على العمل بروح التسوية لدفع استقرار وازدهار وأمن الأجيال الحالية والمستقبلية". وسألت عن الموقف من الاتفاق بين الحوثيين، وقبائل "حاشد"، فأجابت بساكي "نحن ندعم الجهود للتفاوض حول وقف غطلاق نار دائم، ولا بد من القيام بالمزيد بغية تحقيق هذا المر لذا نحن نشجع اليمنيين على الاستمرار في إحراز تقدم". وسألت من جديد إن كان الاتفاق يساعد في عملية المصالحة، فأجابت "أعتقد انه خطوة، ولكن ثمة مزيد من العمل لا بد من القيام به".