جاءت نسخة هذا العام من معرض ديترويت الدولي للسيارات في أجواء مختلفة تماماً عن الدورات الماضية. فعلى وقع إعلان المدينة، معقل صناعة السيارات في الولاياتالمتحدة، إفلاسها منذ ستة أشهر، كان الجميع على موعد مع أحد أكبر المعارض الدولية للسيارات في العالم الذي أثبت هذا العام أن صناعة السيارات الأميركية لم تؤثر فيها المشاكل والعقبات الإقتصادية الراهنة. ولطالما كان المردود الاقتصادي لهذا المعرض كبيراً على المدينة، إذ يساهم بحوالى 365 مليون دولار في الاقتصاد القومي، أجوراً ونفقات أخرى. وقد حضر دورة هذا العام معظم الصانعين الكبار الذين تفننوا في تقديم أكثر من 50 طرازاً عالمياً للمرة الأولى، تنوعت ما بين التجاري والنموذجي، منها طرز نخبوية رياضية شأن شفروليه كورفيت ستينغراي Z06 وكاديلاك ATS كوبيه، جنباً إلى جنب مع الأجيال الأحدث من سوبارو WRX STI وكرايسلر 200، وغيرها من الموديلات الأخرى التي زينت منصات المعرض، على مساحة فاقت ال90 ألف متر مربع. يذكر أن السوق الأميركية سجلت العام الماضي أفضل النتائج منذ عام 2007، إذ بيعت 15.6 مليون وحدة، أي بزيادة مقدارها 7.6 في المئة مقارنة بعام 2012 (14.5 مليون وحدة). كذلك شهد معرض ديترويت عودة عروض الشاحنات الخفيفة، لا سيما عروض البيك آبات، لدرجة أن أكثر العروض انتظاراً كان الجيل الأحدث من فورد F-150 البيك آب الأكثر مبيعاً في السوق الأميركية على مدار الأعوام ال32 الماضية، ففي العام الماضي وحده بيعت 763402 وحدة. وجاءت التحسينات والتعديلات الجديدة على هذا الموديل راديكالية إلى حدّ بعيد، بما في ذلك تحسين معدّلات استهلاك الوقود واعتماد تصميم أكثر جرأة. وكشفت جنرال موتورز النقاب عن الجيل الأحدث من موديل كانيون لعام 2015. ويتكل الصانعان الأميركيان في شكل كبير على استمرار ازدهار صناعة بناء المنازل وتعافيها، ما سيكون له الأثر الإيجابي على الزبائن الذين يبغون أن يغيّروا طرزهم القديمة بأخرى أحدث. لذا، يتوقّع أن تكون هذه السنة عام الشاحنات الخفيفة، وفق مراقبين وخبراء. وعلى صعيد الطرز والنماذج الجديدة التي طرحت في ديترويت، لفتنا في جولتنا بين منصات في شكل بارز، طراز M4 من بي إم دبليو المزود بمحرّك من 6 أسطوانات متتالية يولّد قوة 425 حصاناً وعزم 550 نيوتن/ متر، إضافة إلى كاديلاك ATS كوبيه المنافس المباشر لموديل بي إم دبليو الفئة الرابعة، وشفروليه كورفيت Z06 الذي يمكنه تسجيل رقم أسرع على الحلبات مقارنة بكورفيت ZR1 لعام 2013 بفضل محركه سعة 6.2 ليتر مع شاحن مضاعف يولّد 625 حصاناً وعزم 861 نيوتن/ متر. وكشفت فورد الستار رسمياً عن الجيل السادس الأحدث من النسخة المكشوفة الرباعية المقاعد، جنباً إلى جنب مع الشقيقة الكوبيه من طراز موستانغ، فيما أطل الجيل الثالث الأحدث من طراز هوندا فيت أو جاز الذي حسّن سلوكه الديناميكي ومساحاته الداخلية، إلى جانب الجيل الأحدث من هيونداي جينيسيس، إنفينيتي Q50 Eau Rouge المزود بباقة رياضية مستوحاة من التصميم الأروديناميكي الإنسيابي الذي هو ثمرة تعاون بين إنفينيتي وقسم السباقات إنفينيتي ريد بُل، ونموذج كيا GT4 ستينغر الذي يتبنّى تصميم عروض الشوتينغ برايك الرياضية مع باب هاتشباك خلفي. كذلك أزاحت ليكزس، بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، الستار عن النموذج الاختباري LF-NX الذي ينتمي إلى فئة العروض الترفيهية الرياضية المتعددة الاستخدامات SUV من الحجم المُدمج. وتألقت مرسيدس مع طراز الفئة C لعام 2015 الذي زاد حجمه مقارنة بالشقيق CLA، بينما اختزل مزيد من الوزن في الوقت ذاته، إضافة إلى النسخة التجارية من طراز GLA45 AMG الذي يستفيد من محرّك بقدرة 355 حصاناً وعزم 450 نيوتن/ متر. ولفتت نيسان الأنظار من خلال سيارة اختبارية جديدة تنتمي إلى فئة السبورت كوبيه، قد تشكّل الأساسات التي سيقوم عليها طراز الجيل المقبل من مكسيما. ولا بدّ أيضاً من الإشارة إلى طراز بورشه 911 تارغا المنتمي إلى الجيل الجديد الذي استفاد من سقف قماشي ليّن عوضاً عن آخر زجاجي كان ينزلق خلف الزجاج الخلفي، إضافة إلى خيارين من المحركات بقدرات تتراوح ما بين 345 و395 حصاناً. ولم تغب سوبارو عن الساحة، فقدمت الطراز الأحدث من موديل WRX STI لعام 2015، بصفته نسخة أعلى أداء من موديل WRX التقليدي الذي يولّد محركه 305 أحصنة. وقدمت فولفو طرزها الاختبارية من خلال كونسيبت XC الذي يعطي لمحة مستقبلية عن لغة تصميمية جديدة للصانع السويدي لعروض الكروسوفر والSUV y اعتباراً من الجيل المقبل من XC90، فيما كشفت تويوتا عن لمحة مستقبلية لطرزها الرياضية من خلال نموذج FT-1 الذي شّكل مفاجأة المعرض. وقد أكد مسؤولو الصانع الياباني أن FT-1 هو حتى الساعة مجرّد دراسة تصميمية، على رغم إحتوائه سمات تصميمية قد تجد طريقها إلى منتجات تويوتا المستقبلية، بما فيها الطراز البديل ل «سوبرا» في حال اتخذ القرار بإنتاجه.