عاد تهديد «جبهة النصرة» بقتل الجندي اللبناني المخطوف لديها علي البزال عند منتصف ليل الاثنين- الثلثاء إلى الواجهة عصر أمس، بعدما كانت أعلنت فجر السبت الماضي تأجيل ذلك بناء لوساطة الشيخ مصطفى الحجيري إثر إعلان الحكومة التزامها «التفاوض المباشر والفوري مع الخاطفين». وكانت «النصرة» طلبت أيضاً الإفراج عن الموقوفة جمانة حميد. (للمزيد) لكن الغموض ساد حول الجهة المفاوضة مع الخاطفين، فيما غادر رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام إلى بروكسيل في زيارة رسمية مقررة سابقاً، وسط اعتراض من بعض الوزراء على إعلان هذا الالتزام من دون التشاور، وأنباء عن اعتكاف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المفوض من خلية الأزمة الوزارية التواصل مع الوسيط القطري. وقالت مصادر متابعة أن «كثرة الطباخين» والحاجة إلى منهجية واضحة هما وراء موقف إبراهيم. وكان وزير الصحة وائل أبو فاعور تولى التواصل مع الشيخ الحجيري الجمعة الماضي بعلم سلام. وصعَّد أهالي العسكريين المخطوفين أمس، فحرقوا الإطارات أمام السراي الكبيرة لبعض الوقت بعد تعذّر حصولهم على تطمينات في شأن إيقاف تهديد «النصرة» بإعدام البزال، من خلية الأزمة التي اجتمعت حتى بعد منتصف ليل الأحد- الاثنين للبحث في ملف العسكريين وفق ما أكّد الأهالي. وأوضحت زوجة الجندي المُهدَّد رنا فليطي البزّال ل»الحياة» أنها بقيت غير مطمئنّة إلى مصير زوجها وأعصابها مشدودة منذ إصدار «النصرة» بيانها الخميس الماضي «على رغم إعلان التزام الحكومة التفاوض المباشر والجدّي مع الخاطفين»، مؤكّدة أن «النّصرة لم توقف التهديد بقتل زوجي بل أرجأته حتى منتصف الليل (أمس)». وبعد تعذّر التّواصل مع أبو فاعور لمرات عدّة أفلحت فليطي بالاتّصال بالشيخ مصطفى الحجيري الذي أكد لها أن «الوضع لا يطمئن لناحية المفاوضات بين الحكومة والخاطفين بل على العكس الأمور عند نقطة الصّفر والخطر على زوجك قائم». وأثار كلام الحجيري غضب الأهالي الذين تخوّفوا من إعادة فتح باب الإعدامات إذا نفذت «النصرة» الإعدام بالبزّال، وعاودهم القلق بعد شيء من الاطمئنان خلال اليومين الماضيين. وعاودت البزّال الاتّصال بالحجيري عصراً ففوجئت بإقفاله الخط بعدما جدد لها القول إن «الأوضاع صفر وأنه لن يتدخل مجدداً في وقف قتل أي عسكري لأن الحكومة لم تقم بأي بادرة حسن نية بعد إقناع النصرة بالعودة عن تهديدها». وفي تقدير الأهالي أن سبب انسحاب الحجيري من الملف هو تأخير إطلاق ابنه براء بعدما قبلت المحكمة العسكرية طلب إخلاء سبيله بانتظار توقيع ورقة الإخلاء من قاضٍ قيل أنه مسافر. إلاّ أن وزير العدل أشرف ريفي نفى لدى اتّصاله بزوجة البزّال ربط انسحاب الحجيري بهذا الموضوع. وأكّد أن «المفاوضات مستمرّة» لكن لا يمكنه تقديم وعود بإيقاف عملية الإعدام. وطالبت البزال وزير العدل ب»تسوية وضع براء فوراً». ولفتت البزال إلى أن «وجهاء عرسال يواصلون اجتماعاهم لوقف التهديد بالقتل». ونقلت عن بعضهم أنهم يعتزمون التوجّه إلى الجرود للقاء الخاطفين وبذل الجهد لعدم المس بالعسكريين. وقالت إن زوجها «ليس صهر عائلة فليطي في عرسال فقط بل خدم البلدة 5 سنوات». وذكرت مصادر معنية أن «تعدد الجهات المتصلة بالخاطفين خلق بلبلة». ودعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمس إلى الكف عن «المزايدات» في هذا الملف «الذي لا يحتمل التسويف والمماطلة وإدخال حسابات فئوية إليه». في نيويورك عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيغرد كاغ ممثلة خاصة له ومنسقة للأمم المتحدة في لبنان خلفاً للممثل الخاص الحالي ديرك بلامبلي. وكانت كاغ تولت رئاسة البعثة الدولية الخاصة بتدمير برنامج الأسلحة الكيماوية السورية وحازت على تهنئة أعضاء مجلس الأمن بعد إنجازها مهمتها بين تشرين الأول (أكتوبر) 2013 وأيلول (سبتمبر) 2014. وتشغل كاغ، الهولندية الجنسية، حالياً منصب «مستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة» للأسلحة الكيماوية ومن المقرر أن تنتقل الى بيروت «قريباً» حسب المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دو جاريك، لتسلم منصبها الجديد خلفاً لبلامبلي، البريطاني الجنسية. وكانت كاغ، التي تتحدث العربية، عملت في مناصب عدة في الأممالمتحدة بينها مساعدة الأمين العام في برنامج التنمية UNDP ومديرة إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وكالة «يونيسف».