نجحت مخابرات الجيش اللبناني، بالتنسيق مع أجهزة استخبارية أجنبية، في إلقاء القبض على إحدى زوجات قائد التنظيم أبو بكر البغدادي، عند أحد المعابر الحدودية، وكانت تتنقل بهوية مزورة برفقة أحد أبنائها. واقتيدت "زوجة البغدادي" إلى مقر وزارة الدفاع في اليرزة. وتتواصل التحقيقات معها هناك، بعد أن تكتمت المؤسسة العسكرية طوال الأيام الماضية على هذا الإنجاز الأمني الكبير الذي استوجب إجراءات استباقية في مناطق ونقاط عسكرية عدة. وفي وقت سابق، هددت جبهة النصرة بإعدام العسكري علي البزال عند العاشرة من ليل الاثنين (1 ديسمبر 2014)، إذا لم تستجب السلطات اللبنانية لمطالبها المتمثلة في الإفراج عن 5 موقوفين من سجن رومية؛ منهم جمانة حميد، والشيخ جمال دفتر دار، وعماد جمعة، والشيخ عمر الأطرش. واللافت للانتباه أن 4 قنوات رسمية كانت تتابع القضية، ليل أمس، بدون أدنى تنسيق بينها. وقال مرجع معني ل"السفير": "لو قبلنا بالمعالجة على طريقة (النصرة) وبعض المسؤولين، لكان علينا أن نفرج كل يوم عن 5 موقوفين خطيرين من سجن رومية مقابل كل عسكري يفرج عنه، فتكون الحصيلة إطلاق سراح 130 إرهابيًّا من رومية". وأوضح المصدر نفسه أن الحكومة اتخذت قرارًا بالتفاوض والمقايضة، لكن ليس بالإفراد بل بالجملة، لكن يبدو أن هناك من يشجع الخاطفين على هذا النوع من المعالجة، مستفيدًا من مناخ الإرباك الرسمي وتعدد المرجعيات التي تفاوض، وفقًا لما ذكرته "السفير" اللبنانية، الثلاثاء (2 ديسمبر 2014). وفور شيوع خبر تهديد "النصرة" بإعدام البزال، عمد أهالي العسكريين المخطوفين إلى قطع طريق الصيفي في وسط بيروت، ثم قطعوا الطريق أمام مسجد محمد الأمين، فيما تضامن معهم أهالي المخطوفين في القلمون (الشمال) والبزالية (البقاع) بقطع الطرق التي أُعيد فتحها لاحقًا. وقالت والدة البزال إنها تواصلت مع الشيخ مصطفى الحجيري، وأبلغها أنه فعل ما بوسعه، لكن الأمور خرجت من يده، ولم يعد باستطاعته القيام بشيء، مضيفًا: "أي عسكري يصيبه سوء.. لن نرحم". وأصدر "شباب آل البزال" بيانًا حذروا فيه من أنه "إذا أصاب علي البزال أيُّ مكروه، فإن أي شيخ أو امرأة أو رجل من عرسال أو سوري الجنسية لن يكون بمنأى عن ثأرنا". وحَمَّل البيان مصطفى الحجيري مسؤولية "كل ما سيحصل".