خطت طهرانوالرباط قدماً نحو استئناف العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بينهما منذ حوالى خمس سنوات. وذكرت مصادر ديبلوماسية في الرباط أن اتصالات جرت بهذا الشأن، على ضوء وساطة قامت بها دولة عربية، لم ترغب المصادر في الكشف عنها، أسفرت عن اتفاق على معاودة تطبيع العلاقات. وكشف مصدر مغربي رفيع أن طهران بادرت إلى محاولة معرفة مدى استعداد الرباط لاستئناف العلاقات، وقدمت عرضاً بهذا الصدد يميل إلى فتح صفحة جديدة، للتخلص من رواسب الخلافات التي شملت مواقف عربية وإقليمية ودينية. ومن المقرر الإعلان عن هذا الإجراء في وقت لاحق، بعد اكتمال المشاورات. في المقابل، أبدت الرباط تمسكاً باحترام سيادتها ووحدتها وعدم التدخل في شؤون الغير. ولفتت المصادر إلى أن الرباط التي تربطها علاقات جيدة بدول مجلس التعاون الخليجي ترغب في استمالة إيران لدفعها نحو التزام سياسة واضحة في علاقاتها بدول الجوار. كذلك، أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان عن اتفاق تم بين وزيري خارجية ايران والمغرب لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وتعود الأزمة بين الرباطوطهران إلى عام 2009، حين لجأت السلطات المغربية إلى تعليق العلاقات الديبلوماسية مع إيران، احتجاجاً على أعمال نُسبت إلى السفارة الإيرانية، تطاول استقطاب نشطاء مغاربة للانضمام إلى «تيار شيعي»، إضافةً إلى ردود الفعل التي صدرت عن طهران لدى استدعائها السفير المغربي لديها لإبلاغه احتجاجها على الموقف المغربي المساند لدولة البحرين، خلال الأزمة الأخيرة. وكانت السلطات المغربية فككت خلية وُصفت بال «إرهابية». وقالت إن بعض نشطائها تلقوا تدريبات في معسكرات تابعة ل «حزب الله» في لبنان، غير أن اتصالات جرت بين البلدين إبان لقاء بين رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران ومسؤول إيراني على هامش مؤتمر دولي في القاهرة ساهمت في تذليل تلك العقبة. وكانت العلاقات بين البلدين تعرضت لسلسلة من الهزات، عقب إسقاط نظام شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي اختار المغرب منفىً له، قبل أن تطلب منه السلطات مغادرة البلاد. على صعيد آخر، أفادت المصادر بأن المركزية النقابية الاتحاد العام للعمال ستنظم مسيرة احتجاج في 23 من الجاري في العاصمة، هي الأولى من نوعها منذ تعديل تشكيلة حكومة عبد الإله بن كيران.