أنهت شركات السيارات الألمانية عام 2013 محققة مبيعات قياسية مقارنة بعام 2012 وما قبله، على رغم استمرار جمود السوقين الألمانية والأوروبية. وأعلنت «فولكسفاغن» بيع 9.5 مليون سيارة ركاب في العالم للمرة الأولى في تاريخها، بزيادة بلغت 4.8 في المئة عليها عام 2012. وعلى رغم الرقم القياسي وإشارات التحسن الأولى في السوق الأوروبية، لم يخف رئيس قسم المبيعات في الشركة، كريستيان كلينغلر، أن شركته «تتوقع هذه السنة مواجهة تحديات مماثلة للسنة الأخيرة»، في إشارة منه إلى متاعب البيع التي واجهتها الشركة في السوقين الأميركية الشمالية والجنوبية بخاصة، حيث تراجعت مبيعاتها في شكل ملحوظ. ورفض إعلان توقعات محددة لهذه السنة، لكنه أكد أن الشركة ستزيد استثماراتها في السوقين وتبني مصانع إنتاج لتعزيز وجودها فيهما. ومثل السنوات الأخيرة حققت «فولكسفاغن» مرة جديدة أفضل المبيعات في السوق الصينية، حيث زادت مبيعاتها هناك 16 في المئة، لتبلغ 3.27 مليون سيارة. في المقابل، تراجعت المبيعات في أميركا الجنوبية 10 في المئة، وفي الولاياتالمتحدة 7 في المئة وخسرت مواقع مهمة أمام منافسيها الأميركي «جنرال موتورز»، والياباني «تويوتا». أما في السوق الأوروبية فتمكنت «فولكسفاغن» من تقليص خسائرها فيها في نهاية العام الماضي، فباعت 3.65 مليون سيارة، بتراجع 0.5 في المئة عنها عام 2012. وفيما أعلنت شركة «آودي» التابعة ل «فولكسفاغن» تمكنها من زيادة مبيعاتها في العالم إلى 1.58 مليون سيارة، بزيادة 8.3 في المئة، لفتت شركة «بي ام دبليو» إلى أنها حطمت بدورها رقم مبيعاتها للعام 2012 مشيرة إلى أنها باعت في أسواق العالم 1.96 مليون سيارة، بزيادة بلغت 6.4 في المئة عليها في 2012. وأشار ناطق باسم الشركة البافارية عشية بدء المعرض الدولي للسيارات في ديترويت، إلى ثقتها في أنها ستحقق في نهاية هذه السنة أيضاً مبيعات قياسية، خصوصاً مع تحسن البيع في السوق الأوروبية. وأفادت «دايملر» بأن نهاية السنة الماضية كانت الأفضل حيث باعت 1.46 مليون سيارة «مرسيدس» في أسواق العالم، بزيادة 10.7 في المئة عليها عام 2012. وبإضافة مبيعاتها من سيارات «سمارت» بلغت المبيعات الإجمالية 1.56 مليون سيارة، بزيادة 9.7 في المئة. وأعرب رئيس الشركة ديتر تسيتشه عن سروره «من التقدم القوي الذي تحقق بعد متاعب في عمليات التسويق خلال السنوات الأخيرة»، مشيراً إلى النجاح الذي حققته «دايملر» في السوقين الأميركية والأوروبية، وخصوصاً في السوق الصينية حيث ارتفعت المبيعات 11 في المئة. وأمام الاعتماد المتزايد لشركات السيارات الألمانية على السوق الصينية، حذّر خبراء ألمان من نتائج التبعية على المديين المتوسط والبعيد في حال أشبعت السوق الصينية من خلال مختلف شركات السيارات المتنافسة في العالم. ولفت بعضهم إلى أن الصين بدأت تصنّع سيارات ستكون قادرة خلال سنوات قليلة على منافسة السيارات الأجنبية. لكن بعض الخبراء يعتقد أن الصين لن تكون قادرة وحدها على سد حاجاتها من السيارات، خصوصاً أن القوة الشرائية فيها تتركز حالياً في شمال البلاد فقط دون المناطق الأخرى التي لا بد أن تلحق بالركب تباعاً. ويتفق الجميع على أن تبعية شركات السيارات الألمانية وغيرها للسوق الصينية ستتنامى وتشتد في السنوات المقبلة، وستشهد منافسة قوية في ما بينها.