أثارت تصريحات الأمين العام لحزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر، عمار سعداني، التي هاجم فيها المسؤول الأول عن جهاز الاستخبارات الفريق محمد مدين (لقبه توفيق)، جدلاً سياسياً واسعاً، إذ انتقده سياسيون ووسائل إعلام، متسائلين عن المستفيد من إطلاق تلك الاتهامات من جانب أحد المحسوبين على الدائرة الضيقة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. واعتبر مراقبون أن تلك الإتهامات «ما هي إلا جهر بالخلاف العميق حول مخرج الانتخابات الرئاسية المقبلة بين معسكر الرئاسة والاستخبارات». ولم يصدر عن وزارة الدفاع الجزائرية أي تعليق على كلام الأمين العام للحزب الحاكم. ورفض أعضاء المكتب السياسي التعليق على كلامه، في حين أكد سعداني أنه لم يتحدث باسم الرئيس بوتفليقة ولا باسم جبهة التحرير الوطني ولا يجب تأويل ما قاله أو إلصاقه بأي طرف. وشبّه وزير الاتصال الجزائري السابق عبدالعزيز رحابي تصريحات سعداني ب «صيحات الرجل الغارق». وقال رحابي أن كلام سعداني يدل على أزمة سياسية كبيرة، متسائلاً عن مسؤولية بوتفليقة عن هذا الوضع، إذ أنه رئيس شرفي لجبهة التحرير الوطني، ووزير للدفاع وقائد أعلى للقوات المسلحة، التي يُعتبر جهاز الاستخبارات والأمن أحد مديرياتها في الوقت ذاته. كذلك، سأل وزير الإتصال السابق، رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد: «من أين له (سعداني) القوة للهجوم على الفريق توفيق». وأضاف ل «الحياة»: «لمصلحة من تُقحَم المؤسسة العسكرية في الصراع السياسي، إن مثل هذه التصريحات ستؤدي إلى إضعاف المؤسسة في وقت هي أحوج ما تكون فيه للالتفاف الكامل حولها لمساعدتها على مواجهة ما يهدد الجزائر من أخطار خارجية وحتى داخلية». من جهة أخرى، رأت رئيسة حزب «العدل والبيان» نعيمة صالحي أن «هذا الجهاز (الاستخبارات) له دوره في حماية الجزائر لذا نحن نرفض تسفيهه كمؤسسة من مؤسسات الدولة من طرف شخص أو حتى جماعة». على صعيد آخر، قُتل شخص وجُرح ثلاثة آخرون في انفجار قنبلة أول من أمس، في برج منايل (70 كلم شرق العاصمة الجزائرية). وروت مصادر صحافية أن القنبلة كانت مدفونة في الأرض وانفجرت لدى مرور الضحايا راجلين، على بُعد 100 متر من حاجز للشرطة.