هاجم الأمين العام لحزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر عمار سعداني، رئيس دائرة «الاستعلام والأمن» (الاستخبارات) الفريق محمد مدين المعروف باسم «توفيق»، متهماً إياه بالوقوف خلف «محاولات زعزعة الاستقرار» التي تستهدف الحزب. ويتوقع أن تكون لهذا السجال تبعات كبيرة، إذ يمس عمق النظام الجزائري الذي يرتكز على ثلاثية: الرئاسة وقيادة أركان الجيش والاستخبارات. وطالب سعداني، مدين بالاستقالة من منصبه، معللاً ذلك بأن الجهاز الذي يرأسه «فشل في مهام كثيرة»، متهماً الاستخبارات ب «أنها عوض أن تتولى مهمة الوقاية، حرصت فقط على مراقبة السياسة والصحافة والقضاء»، مشيراً إلى أنها لم تتمكن من «حماية الرئيس محمد بوضياف من الاغتيال، ولا نقيب العمال السابق عبد الحق بن حمودة والرهبان الفرنسيين السبعة الذين اغتيلوا في ولاية المدية، وكذلك قصر الحكومة ومقر هيئة الأممالمتحدة في الجزائر العاصمة»، إلى جانب عدم حمايتها منشآت النفط في الجنوب. ورأى سعداني أن «هذه المديرية لم تستطع حماية الرئيس بوتفليقة الذي تعرض قبل سنوات لمحاولة اغتيال في باتنة، وكان من المفروض أن يستقيل الجنرال توفيق من منصبه». واعتبر إقدام المنسق السابق لجبهة التحرير الوطني عبد الرحمان بلعياط على جمع التوقيعات لعقد دورة طارئة للجنة المركزية للحزب لانتخاب أمين عام جديد، يجري «وفق أوامر الجنرال توفيق». وأكد الأمين العام للجبهة أن مديرية الأمن الداخلي التابعة لجهاز الاستخبارات، والتي نسجت علاقات قريبة جداً من الطبقة السياسية، الصحافة والقضاء»، تدخلت في عمل جهاز العدالة ووسائل الإعلام والأحزاب السياسية. واعتبر أن الكلام حول تدخل شقيق الرئيس، السعيد بوتفليقة، في إدارة شؤون البلاد، ليس سوى «إشاعات وأكاذيب، الهدف منها المس بسمعة محيط رئيس الجمهورية».