بعد ابتعاد عن أروقة المدارس يعود المسرح المدرسي إلى الواجهة مجدداً بعد قرار إدارات تعليمية إشراك معلمين في دورات مسرحية تقدمها لهم مجموعة من المسرحيين المتخصصين الشهر المقبل. وعلمت «الحياة» أن هذه الدورات تمتد إلى أربعة أيام متواصلة، وتهدف إلى إعداد معلمين قادرين على كتابة النص المسرحي ومسرحة المناهج والإخراج. وأوضح مصدر موثوق به، أن من أهم أهداف هذه الدورات تنظيم الحفلات المدرسية واكتشاف المواهب وصقلها وبث روح العمل الجماعي، وكيفية عمل الديكور والماكياج المسرحي. وعن آلية تنفيذ الدورة، أكد المصدر قيام المحاضرين بتقديم المحاضرات نظرية وعملية وطباعة مذكرات الدورة وتوزيعها على الدارسين، محذرة في الوقت نفسه من ألا يتجاوز غياب المعلمين عن فترتين (يوم واحد). وأشار إلى أن متابعة الدورة المسرحية ستكون مباشرة من المحاضرين على سير مشروع الحفلات لمن يرغب في إقامة حفلة مسرحية. وبحسب محللين، فإن الوزارة تسعى إلى حث منسوبيها من المعلمين إلى تفعيل المسارح المدرسية والعودة بها إلى الواجهة، لتعليم كتابة النص المسرحي والإخراج ومسرحة المناهج. وتُعرف المسرحية التربوية بأنها نموذج أدبي فني يُحدث تأثيراً تربوياً في المتلقي، معتمداً على عناصر أدبية أساسية عدة، منها الحبكة الدرامية، والشخصيات، والحوار، وتقنيات مساعدة مثل الملابس، والإضاءة، والمؤثرات، والديكور. ويشير اختصاصيون تربويون إلى أن المسرح المدرسي علم قائم بذاته، ويحتاج إلى دراسة متعمقة من المعلمين للاستفادة من هذه الوسيلة الإعلامية التربوية المهمة. وقسم تربويون الطلاب المستفيدين من المسرح المدرسي إلى ثلاث فئات، مرحلة الخيال (6 - 12 عاماً)، ومرحلة المغامرة (13 - 15 عاماً)، ومرحلة بناء الشخصية (16 - 18 عاماً). أما أدوار المسرح المدرسي في التربية والتعليم، فتتمثل في إثراء قدرة الطالب على التعبير عن نفسه، وبالتالي قدرته على التعامل مع المشكلات والمواقف وتطور مهارات القيادة والمشاعر الإنسانية، مثل الشفقة والمشاركة الوجدانية والتعاون. كما أن من أهداف أدوار المسرح المدرسي زرع الثقة بالنفس وتقوية روابط الصداقة، وتعزيز القيم والعادات الإسلامية الرفيعة النبيلة، ومحاربة العادات السيئة والمخلة بأخلاق المسلم.