يستعد وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي لإعلان استقالته رسمياً خلال أيام، بعد اجتماع للمجلس العسكري برئاسته، علما انه منشغل هذه الأيام بترتيب أوضاع الجيش قبل مغادرته. ومن المقرر أن يختار أعضاء المجلس العسكري في الاجتماع المهم خليفة السيسي في منصب وزير الدفاع وكذلك رئاسة الأركان، ما يفرض تغييرات في القيادات العسكرية الأخرى. وسيكون الأسبوع الجاري حاسماً في تحديد الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية المتوقع أن تنطلق في آذار (مارس) المقبل، إذ ستنتهي الجمعة المقبل المهلة التي حددتها الرئاسة المصرية لمناقشة قانون تنظيم الرئاسيات قبل اعتماده، تمهيداً للبدء في إجراءات الاستحقاق، كما سيكون حاسماً في إيضاح خريطة المنافسين. وعُلم أن السيسي سيستعين بعسكريين سابقين مارسوا عملاً مدنياً وخبراء ورجال أعمال وقوى مجتمعية في حملته الانتخابية. ومن بين هؤلاء محافظ الأقصر السابق رئيس دار «الأوبرا» السابق اللواء سمير فرج، ومساعد وزير الدفاع السابق للشؤون المالية والإدارية اللواء محمود نصر. كما تشكلت لجنة خبراء لبحث القضايا المجتمعية وبلورة رؤى السيسي لحلها في برنامج انتخابي محدد الأهداف. ومن هؤلاء الخبراء الاقتصادي البارز الدكتور محمد العريان الذي عُهد إليه صوغ المقترحات الاقتصادية في حملة السيسي، والمستشار العلمي للرئيس الموقت الدكتور عصام حجي الذي كُلف بملف تطوير التعليم والبحث العلمي. كما يضم فريق الخبراء سياسيين ومفكرين يصوغون الأفكار السياسية والاجتماعية للحملة التي تتعلق بتلبية مطالب ثورتي «25 يناير» 2011 و «30 يونيو» 2013. وتضم حملة السيسي أيضاً قيادات شعبية في محافظات مختلفة مهمتها حشد التأييد للمشير، ومن بينهم رجال أعمال وتجار كبار. وظهر، في غضون ذلك، أن «جبهة الإنقاذ» تتجه إلى عدم الدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة، في مؤشر إلى إمكان عدم دعمها القيادي فيها مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي، في حال قرر خوض سباق الرئاسة. من جهة أخرى، أمر النائب العام المصري المستشار هشام بركات بإحالة المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور محمد بديع و50 من قيادات وأعضاء الجماعة على المحاكمة الجنائية العاجلة أمام محكمة الجنايات لاتهامهم ب «إعداد غرفة عمليات لتوجيه تحركات التنظيم، بهدف مواجهة الدولة أثناء فض اعتصام رابعة العدوية، في 14 آب (أغسطس) الماضي، وإشاعة الفوضى في البلاد»، في وقت قال بديع من قفص الاتهام، أمس، أثناء مثوله أمام محكمة الجنايات بتهمة التحريض على أحداث العنف التي اندلعت في قليوب على أطراف القاهرة قبل فض الاعتصام، إن «ما يحدث هو السحر الذي سيبطله الله».