بدأ مبكرًا في مصر التفكير في رئيس الجمهورية القادم، وتداولت القوى السياسية وبعض الحركات الشبابية الثورية أسماء اعتبرتها قادرة علي قيادة مصر في الفترة المقبلة. وكان من أبرز هذه الأسماء الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، ومصطفي حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية المؤقت، الذي برز اسمه بقوة في الشارع المصري، بعد ظهوره في المؤتمر الصحفي الذي عقدته مؤسسة الرئاسة الشهر الماضي، للتعليق علي فض مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. ورغم أن الفريق عبدالفتاح السيسي، قد أعلن في وقت سابق رفضه للترشح للرئاسة، إلا أن حملة"تمرد" التي ساهمت في الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، تضغط علي وزير الدفاع للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إقامتها في المنتصف الأول من عام 2014، وفق أحد أعضائها، الذي يؤكد ل"اليوم"، أن جزءًا كبيرًا من أعضاء الحملة يفكر جديًا في إقناع الفريق السيسي للترشح في الانتخابات، ودعمه وفق برنامج سياسي واضح المعالم، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأعضاء مقتنعون أن تولي السيسي السلطة لا يعني تحول مصر لحكم عسكري. ضغوط على السيسي وتأتي ضغوط "تمرد" علي السيسي، بالتزامن مع ظهور حملات في مختلف محافظ مصر، تطالب الجنرال بالترشح للرئاسة، مثل حملة "كمل جميلك"، و"السيسي رئيسًا"، إلا أن الكاتب الصحفي ياسر رزق، وهو أحد المقربين من المؤسسة العسكرية، أكد أن السيسي لا يفكر إطلاقًا في الترشح للرئاسة، وهو ما يذكره أيضًا عدد من العسكريين المتقاعدين. وتأتي تصريحات محمود بدر، مؤسس "تمرد"، لتؤكد رغبة الجملة في دعم السيسي، إذ قال أكثر من مرة، أنه سيدعم السيسي حال ترشحة للرئاسة، واصفه ب"شارل ديجول"، معبرًا عن احترامه له للدور الكبير الذي لعبه في ثورة 30 يونيو، وانحيازه بالجيش للشعب في ثورته ضد حكم جماعة الإخوان. خلافات واحتمالات وكشف عضو آخر من الحملة ل"اليوم"، وجود خلاف كبير داخل الحملة، بسبب ضغط عدد منهم علي السيسي للترشح، لافتًا إلى اتجاه عدد كبير من الاعضاء الآخرين لدعم حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، الذي حصل على ما يقرب من 5 ملايين صوت، باعتباره الرئيس المدني الوحيد المعبر عن الثورة. بينما يقول عمرو بدر، أحد أعضاء "تمرد"، ومنسق حملة مرشح الثورة، أن حمدين صباحي هو المرشح المتفق عليه من قبل بعض الحركات والقوى الثورية، لما له من تاريخ نضالي كبير وما عُرف عن نتائجه بالانتخابات السابقة وبرنامجه الانتخابي الهادف من أجل الفقراء والفلاحين. وقال "بدر" إن حملة "مرشح الثورة.. حمدين صباحي"، ستشكل لجان عمل بالمحافظات لتوعية الناس، مع وضع وآليات عمل جماعية، لمناشدة المواطنين للانضمام للحملة. ورغم ذلك إلا أن حمدين صباحي والفريق عبدالفتاح السيسي لم يعلنا رسميًا حتى الآن الترشح للرئاسة ولم يتخذا أي إجراءات أو خطوات تدل على رغبتهما في الترشح. رئيس مدني وفي ذات السياق، يشير لواء عسكري متقاعد قريب من المؤسسة العسكرية، أن القوات المسلحة تفكر في رئيس مدني حتي لا يرى العالم أن ما جرى في 3 يوليو "انقلاب عسكري"، لافتًا إلى أن مصطفي حجازي بدأ اسمه يظهر بقوة داخل أسوار وزارة الدفاع، بعدما لاقى قبولًا من معظم القوى السياسية والإعلام المصري، رافضًا الكشف عن تفاصيل حول إمكانية الدفع بمرشح ذي خلفية عسكرية. فيما يرى مراقبون أن الفريق عبدالفتاح السيسي، هو الشخص الوحيد الذي سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة حال ترشحه، نظرًا للشعبية التي يتمتع بها في الشارع المصري، عقب انحيازه للشعب في ثورته ضد الإخوان، وتخليص مصر مما وصفوه ب"الاحتلال الإخواني".