واصل الطيران السوري قصف مدينة حلب شمالاً ب «البراميل المتفجرة»، في وقت حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً إضافياً بين دمشق والجولان المحتل بعد «انسحاب» قوات نظام الرئيس بشار الأسد من أحد المواقع في ريف القنيطرة أمس. وقطعت المعارضة خط الإمداد عن مواقع عسكرية رئيسية للجيش النظامي تربط وسط البلاد بشمالها الغربي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات دارت امس «بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من طرف والقوات النظامية مدعمة بحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني ولواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية من طرف آخر في منطقة المرج في الغوطة الشرقيةلدمشق». وتابع «المرصد» أنه تم إخراج مئة حالة إنسانية عبر طريق الهلال الأحمر الفلسطيني والكوادر الإسعافية من مخيم اليرموك الذي تحاصره قوات النظام منذ حزيران (يونيو) الماضي، إلى مشفى يافا التابع للهلال الأحمر، ذلك بعد إدخال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مئات الحصص الغذائية إلى المخيم في اليومين الماضيين. وأشار «المرصد» إلى حصول «اشتباكات بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في سرية القطار في قرية عين العبد (بين دمشق والجولان)، ومعلومات عن سيطرة الكتائب المقاتلة على السرية بعد انسحاب القوات النظامية منها»، ذلك بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على قرية سويسة في ريف القنيطرةالجنوبي بين دمشق والجولان المحتل. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، إنه «يحيّي رجال الجيش السوري الحر في مختلف أنحاء محافظتي درعا والقنيطرة، حيث عززت الانتصارات المتتالية التي يحققها أبطال الجيش السوري الحر في جنوب البلاد عزيمة رفاقهم على الجبهات كافة». وفي شمال البلاد، قال «المرصد»: «قتل ستة مواطنين على الأقل وأصيب سبعة آخرون جراء قصف على مناطق في حي طريق الباب في حلب. كما سقطت براميل متفجرة على منطقة في حي المرجة قرب مسجد رابعة العدوية في حلب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين على الأقل وسقوط عدد من الجرحى». واستهدف مقاتلو المعارضة بعدد من قذائف الهاون مراكز القوات النظامية في مطار كويرس العسكري في ريف حلب، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي لواء إسلامي مقاتل ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في مدرسة المشاة عقب تفجير سيارتين مفخختين في محيط المدرسة التي تضم مقر لواء إسلامياً مقاتلاً، ما أدى إلى مصرع قيادي في اللواء الإسلامي» المعارض. وفي وسط البلاد، نفذ الطيران الحربي عدة غارات على قرية الزارة وريف مدينة تلكلخ في ريف حمص وقرب حدود لبنان، بحسب «المرصد»، الذي قال: «تبنت كتائب إسلامية مقاتلة في منطقة وادي خالد قطع رؤوس ثلاثة من عناصر من الدفاع الوطني فجر (أول من) أمس إثر هجوم نفذوه على بساتين قريتي الغيضة والبهلونية اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة العلوية». وسيطر مقاتلو المعارضة على حاجز الحرش الواقع جنوب بلدة مورك وحاجز الجسر بين بلدتي حلفايا وطيبة الإمام في حماة (وسط) عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، وفق «المرصد»، الذي قال: «بذلك تكون جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة أحكمت سيطرتها على بلدة مورك في شكل كامل بعد سيطرتها على حواجز العبود والمكاتب ومفرق بلدة عطشان وقطعت بذلك طريق الإمداد الاستراتيجي للقوات النظامية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية وحواجز القوات النظامية في مدينة خان شيخون في ريف إدلب، كما أعادت الوصل بين المناطق في ريف حماة الشرقي والغربي التي تسيطر عليها الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة». من جهته، طالب «الائتلاف» المجتمع الدولي ب «تحمل مسؤولياته تجاه الخرق الخطر لاتفاقية جنيف الذي أتى هذه المرة باعتراف سافر قدمه نظام (الرئيس بشار) الأسد متبجحاً باستهداف مشفى ميداني في مدينة سراقب» في ريف إدلب. وأضاف في بيان: «في تقرير نشرته وكالة الأنباء التابعة للنظام، نسبت الوكالة إلى مصدر عسكري أن وحدة من قوات النظام استهدفت مشفى ميدانياً قرب مدينة سراقب، في اعتراف خطر بخرق اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب، وهو سلوك استراتيجي كرره النظام كسياسة ممنهجة في كل أنحاء سورية منذ انطلاق الثورة، حيث تعمد استهداف المدارس والمساجد والمشافي والنقاط الطبية ومستودعات الإغاثة، بالإضافة إلى المباني السكنية». وقال إن هذه «الجريمة المرفقة باعتراف المجرم تستدعي خطوات جدية قانونية وسياسية لا بد من اتخاذها ودعمها بكل ما من شأنه منع آلة القتل من الاستمرار في التضحية بمزيد من أبناء الشعب السوري على مسمع ومرأى من العالم كله، واتخاذ قرار حازم لحماية المدنيين ودعمهم في سبيل تحقيق تطلعاتهم المشروعة». وفي شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والقوات النظامية قرب مطار دير الزور العسكري على الطريق الدولي حيث سيطرت القوات النظامية على جزء من الطريق الدولي جانب المطار، وفق «المرصد».