الاغتيالات جريمة ضد الإنسانية واعتداء على الحياة الخاصة والعامة وعمل إجرامي حرّمته الشرائع السماوية وجرّمته القوانين الوضعية، يقود صاحبه إلى جهنم وبئس المصير، ذلك أن الله كرّم الإنسان وحمى حياته وعرضه وماله وعقله وأنزل أشد العقوبة على من يعتدي على النفس البشرية بالقتل وهو الإعدام. قال تعالى «وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ». وقوله «وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا». بل إن من يتجرأ على الاغتيال وقتل النفس التي حرّمها الله يكون من المغضوب عليهم في الدنيا والآخرة والملعونين والمستحقين للعذاب الأليم. قال تعالى «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً». وما أكثر ما نسمع هذه الأيام عن الاغتيالات في أماكن مختلفة هنا وهناك وبوسائل متعددة ومميتة، كالأحزمة الناسفة وقطع الطرق وتنفيذ عمليات بواسطة الدراجات النارية والسيارات المفخخة وغير ذلك. وأين يحدث هذا؟انه في بلد الإيمان والحكمة وفي ظروف استثنائية تمر فيها البلاد وفي الساعات الذهبية الثمينة التي انتظرها الشعب اليمني وتم فيها إعلان مخرجات الحوار الوطني المرتقب والتي حملت في طياتها حلولاً لجميع مشاكل اليمن واليمنيين السهلة أو المستعصية والمعقدة، فليتجه الجميع بعد ذلك نحو بناء اليمن والنهوض به والسمو بمكانته ورفعته في المحافل الدولية ولتنتهي كل المناكفات والأنانيات الضيقة والتراشق بالاتهامات التي يكيلها كل طرف منهم للآخر. لكن الملاحظ أن هناك فئة خبيثة وشرذمة لئيمة تحمل الأنانية والكره لليمن واليمنيين والوحدة وتكره خروج اليمنيين من المشاكل بمخرج آمن عن طريق الحوار الوطني الذي آمل فيه الشعب لَمَّ الشمل وإنهاء الفرقة وتقوية الوحدة والحفاظ عليها وبناء دولة النظام والقانون والمؤسسات واستكمال التغير المنشود. وهذه الفئة الباغية هي التي تخطط وتمول وتنفذ الاغتيالات. ولا شك أن لعملها الإجرامي تأثيراً على حياة الناس وواقعهم فيحدث اهتزازاً في المجتمع، وهي بهذا السلوك تثير الفوضى وتُخِل بالسكينة وتُقْلق الأمن كما أنها هدفت إلى عرقلة الحوار ومخرجاته وإفشال الحكومة وانهيار الاقتصاد والعودة إلى الماضي، ومع ما للاغتيالات من إقلاق للسكينة وتأثير على المجتمع، إلا أنها لم تستطع عرقلة الحوار وإيقاف عجلة التغيير فالله حافظ لليمن وشعبها وسيكشف الله المجرمين والقتلة ويفضح مخططاتهم وسيُجَازَون على كل جريمة ارتكبوها في حق الشعب اليمني الحر، فالله لا يصلح عمل المفسدين لأن الله يمهل ولا يهمل، فإذا أخذ الظلمة أخذهم أخذ عزيز مقتدر، فالأنفس البريئة التي تُغتَال لن تضيع دماؤها وسيُجَازى المجرمون على أفعالهم عاجلاً أم آجلاً، كما أن من يدفعونهم إلى ارتكاب الجرائم سينالون الجزاء نفسه إذ لولاهم لما ارتُكِبَت جريمة، فقد أصبح الشعب يدرك صديقه من عدوه ويعرف مَن هو صاحب المصلحة في الاغتيالات وزعزعة الوضع وتخويف الناس. وقد اتضح انهم من فقدوا مصالحهم وسُحِب البساط من تحتهم ولذلك تحولوا من مسؤولين ووجاهات إلى قادة عصابات. وأصبحوا يكنون العداء لليمن والشعب والوحدة، وهذا العداء لم ولن ينتصر على إرادة الأمة والسلم الاجتماعي الذي تنتهجه وتنشده، فالنصر دائماً حليف الحق والحق يدمغ الباطل، وهو اسم من أسماء الله، ومهما ظهر الباطل وقوي فهو كاسمه «باطل». بَيْدَ أن النصر حليف الحق. قال تعالى «بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ». فليكُفّ المجرمون عن أذاهم وليتوبوا إلى ربهم وليتسامحوا من شعبهم، فالبر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت. اعمل ما شئت، فكما تدين تدان.