لقد كثرت في الآونة الأخيرة الخصومات والمكايدات بين الناس حيث نشاهد ساحات المحاكم والدوائر الحاكمة وغيرها تفيض بالمتخاصمين، وكثير من تلك الخصومات يطول أمدها بالسنين لأنها خصومات كيدية وتفتقر للبينة يستغل فيها الخصم المكايد إجراءات التقاضي أيما استغلال لأكل أموال خصمه بالباطل أو لحاجة في نفسه ولاشك أن في ذلك ضرر بالغ بالناس. والخصومات الكيدية من الشيطان وهي غير متناهية وتتجدد تحت وسوسة الشيطان القصد منها إرهاق الطرف الآخر وأكل حقوقه بالباطل أو لأي أمر منكر يوسوس به الشيطان الذي توعد الإنسان لقوله تعالى (واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) الإسراء الآية 64 وقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) النور الآية 21، وقوله تعالى (يابني لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين) يوسف الآية 5. ولو رجع الناس لشرع الله والعمل بأحكامه ونواهيه ما وجد الشيطان إلى البشر سبيلاً فكيد الشيطان ضعيف، وما وجدنا خصومات يطول أمدها بالسنين فالله تعالى نهى الناس عن أكل الأموال بالباطل لقوله تعالى (لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل.. إلى قوله تعالى ولاتقتلوا أنفسكم إنه كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً) النساء الآيات 29-30، وهذه الآيات تدل على أن من أكل أموال الناس بالباطل أو قتل نفساً بغير حق فإن مصيره جهنم، وكذلك بين الله جزاء الكيد للناس والأذى لقوله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً) الأحزاب الآية 58 وقوله تعالى (أم يريدون كيداً فالذين كفروا هم المكيدون) الطور الآية 42. ولقد بين الله تعالى جزاء الظالمين لقوله تعالى (كذلك نجزي الظالمين) ولو طبق الجزاء لانخفضت الخصومات 95% ولم يبق منها سوى 5% إن شاء الله لقوله تعالى (قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين) يوسف. مثلاً إذا أتى الخصم إلى الحاكم أو غيره وأدعى على آخر بغير حق فيطلب منه عشرة في المائة من طلبه إن كان كاذباً أو سجن يقدر من قبل الجهة المختصة كذلك المحامي إن كان يناصر الباطل وهو يعلم، يجازى بالغرامة أو السجن، وهذا اتباعاً لقوله تعالى (قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكرا) الكهف الآية 87، هذه نصيحتي لكل الناس وبالله التوفيق والصلاح وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم ورضي الله عن المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.