أعاد ظهور نبتة «الكمأة»، أو ما يسمى شعبياً «الفقع» الشهرة التي حصدتها محافظة حفر الباطن، ك «عاصمة للربيع». وتحولت المناطق الصحراوية في أطراف المحافظة إلى «بساط أخضر». فيما أصبحت عطلة نهاية الأسبوع «فرصة» الأهالي وزوار حفر الباطن بالخروج إلى البر. فيما تشهد محال لوازم البر والمحطات خارج حدود المدينة، اكتظاظاً وطلباً متزايداً على الحطب ولوازم الرحلات البرية. وتعد هجرة «الخشيبي» الواقعة بين محافظتي حفر الباطن ورفحاء، الأشهر والأكثر زيارة لعشاق الرحلات البرية. وأحد أكثر المواقع انتشاراً للمخيمات. وتقع على بعد 200 كيلومتر غرب حفر الباطن، على الطريق الدولي. وتحولت براري الهجرة إلى «مدينة». وتشهد محطاتها سوقاً لبيع وشراء «الكمأة». فيما حذر المتحدث باسم حرس الحدود في المنطقة الشرقية العقيد خالد العرقوبي، من مغبة الاستسهال في تجاوز «العقوم» والحدود للبحث عن «الفقع» الذي بدأ في الظهور الأسبوع الماضي. وقال العرقوبي: «الدخول إلى حرم الحدود بغير إذن من حرس الحدود ممنوع، ومن يخالف ذلك يقبض عليه، ويطبق في حقه نظام أمن الحدود». ويأتي هذا التحذير في وقت تتوافد فيه أعداد من السعوديين والخليجيين لالتقاط نبات «الفقع» أو «الكمأة» من الحدود السعودية – العراقية. وشهد سوق «الفقع» في حفر الباطن حركة «مزدهرة»، ويرتاده متسوقون من جميع دول مجلس التعاون الخليجي بعد ظهور «الكمأ» في عدد من القرى والهجر في محافظة حفر الباطن، وكذلك في الحدود الشمالية. وذلك بعد الأمطار «الغزيرة» التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية، وتحديداً في «نجم الوسم»، الذي يرتبط الربيع و»الفقع» بنزول المطر فيه. وتراوح أسعار «الفقع» في سوق حفر الباطن بين 150 و1000 ريال، بحسب النوع والحجم وتاريخ الالتقاط. وبلغ سعر عبوة الفلين الصغير 150 ريالاً. ويزن نحو نصف كيلوغرام. أما سعر المتوسط 300 ريال، ويزن 1.5 كيلوغرام، من النوع العادي. أما «الزبيدي» فيراوح سعر العبوة المتوسطة منه بين 500 إلى 600 ريال. أما العبوة الكبيرة فيراوح سعرها بين 800 إلى 900 ريال. ويصل أحياناً إلى 1000 ريال. ويبلغ وزنه 3.5 إلى 4 كيلوغرامات. وتزامن ذلك مع انعدام وجود «الفقع» من الخارج، الذي كان يأتي في سنوات سابقة من المغرب العربي وليبيا. ويختلف سعر المستورد عن المحلي. ويراوح سعر عبوة المستورد، التي تزن 4 كيلوغرامات بين 280 إلى 300 ريال. بالمقارنة مع المحلي، الذي يباع الآن بالحجم ذاته، ويصل سعره إلى ألف ريال. ويتوقع عدد من المهتمين ازدياد الحركة في السوق خلال الأيام المقبلة، وبخاصة مع توافد أعداد كبيرة من الخليجيين لقضاء إجازاتهم في محافظة حفر الباطن، التي تتزامن مع إجازة طلاب المدارس والجامعات. وتعد النبتة «الأثمن» في موسم الأمطار والربيع، لدرجة تجعل الناس تتداول مواقع وجودها، ويقطعون مئات الأميال، بحثاً عنها في الفياض والسهول والشعاب. ويبحث عشاق «الفقع» عن نبات يسمى «الرقروق»، الذي يدل وجوده في أرض ما على انتشار «الفقع»، لدرجة أنه شاع مثل شعبي يقول «الفقع حول الرقروق»، دلالة على ملازمة النبتتين لبعضهما. و»الكمأ» أو «الفقع» هو اسم لعائلة من الفطريات تسمى «الترفزية». وهو فطر بري موسمي، ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار، بعمق يراوح بين 5 إلى 15 سنتيمتراً تحت الأرض. وعادة ما يراوح وزن «الكمأة» بين 30 إلى 300 غرام. وتنمو في الصحاري. وتتكون من مستعمرات، قوام كل مجموعة من 10 إلى 20 حبة. وشكلها كروي لحمي رخو منتظم، وسطحها أملس أو درني، ويختلف لونها من الأبيض إلى الأسود. ويعرف مكان «الكمأة» بتشقق سطح الأرض التي فوقها، ويوجد على سطح «الكمأة» تشققات تمتلئ عادة بالتراب. وتعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية. وتكون في أحجام تتفاوت وتختلف. وقد يصغر بعضُها حتى يكونَ في حجم حبَّة البندق، أو يكبُر ليصلَ إلى حجم البرتقالة. وورد في الأثر النبوي: «الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين». ولها استعمالات طبيّة، وللفقع أنواع عدة، أشهرها «الزبيدي». ولونه يميل إلى البياض، وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة. وهناك «الخلاسي»، ولونه أحمر وهو أصغر من «الزبيدي»، وهو في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الأخير، إضافة إلى «الجبي»، ولونه أسود إلى محمر، وهو صغير جداً. و«الهوبر» ولونه أسود، وداخله أبيض. وهذا النوع يظهر قبل ظهور «الكمأة» الأصلية. وهو يدل على قرب ظهورها، وهو أردأ الأنواع.