ينتشر في شوارع الرياض هذه الأيام باعة الكمأة أو «الفقع» كما يطلقون عليه في بعض مناطق الخليج، والذي ينتظر الكثيرون موسمه بشغف كبير لما له من مذاق وطعم شهي مرغوب في بلدان العالم الشرقي والعالم الغربي معا. وتعتبر بلاد الشام والمغرب العربي هي المورد الرئيسي للفقع الى الاسواق المحلية ومنطقة الخليج التي يتأخر فيها عادة موعد سقوط الامطار الرعدية في فترة ما يطلق عليه في الخليج «الوسم» مما قد يفوّت فرصة ظهور الفقع. وتتراوح أسعار الفقع في الاسواق المحلية ما بين 50 و200 ريال، وهي أسعار متوسطة الثمن اذا ما قورنت بطرق التقاطه التقليدية والبسيطة جدا. وعزا عبدالعزيز الشمري وهو تاجر فقع سبب ارتفاع اسعار الفقع في الرياض الى عدم ظهوره بكثرة في منطقة الجزيرة العربية الامر الذي جعل الطلب عليه كبيرا رغم قلة العرض. ووصف الشمري إقبال السعوديين على شراء الفقع او الكمأة بانه كبير حيث يقوم الكثيرون بتخزينها لاكلها في الشتاء أو في الصيف اضافة الى توفيرها لنساء يتوحمن بها في غير موسمها. واضاف الشمري ان الفقع في المناطق الصحراوية او البدوية في شمال المملكة اصبح مصدر دخل ورزق سنوي لهم حيث يقومون بتصدير كميات كبيرة منه الى العراق ودول مجلس التعاون الخليجي الى جانب بيعه في الاسواق المحلية. وحول انواع الفقع في المملكة قال الشمري انه توجد ثلاثة انواع فقط في السوق هي الزبيدي ولونه يميل الى البياض وحجمه كبير قد يصل الى حجم البرتقاله الكبيرة والحمرة ولونه احمر وهو اصغر من الزبيدي والعبيدية «الجبي» ولونه اسود مائل للحمرة. وعن طرق تناول الفقع قال خباز ان طرق تحضيره في المملكة كثيرة فالبعض يقومون بسلقه بعد التنظيف الدقيق وتتبيله بالبهارات والسمن البلدي وتقديمها مع الرز واخرون يتناولونه مع البيض المقلي او السلطة او وضعه بالخل والثوم. واوضح الشمري ان للفقع فوائد كثيرة حسب قول الاطباء فهي نافعة لاعصاب الجسم وماؤها شفاء للعين كما ورد عن الرسول الكريم. وحول امكانية خروج المواطنين الى اماكن انتشار الفقع بالصحراء لممارسة هواية استخراجه قال الشمري انه بامكان الجميع القيام بذلك ولكن المشكلة التي قد تواجههم هي عدم قدرتهم على تمييز الفقع حيث يحتاج ذلك الى خبرة وتركيز ذهني وتدقيق النظر لايجاد مواقع الفقع. من جانبه قال الباحث الزراعي عبدالعزيز البخيت ان الانسان استشعر قيمة الفقع الغذائية العالية في قديم الزمان حيث تبين احتواؤه على البروتين بنسبة تسعة في المائة والمواد النشوية بنسبة 13 في المائة ودهون بنسبة واحد في المائة لهذا فهو ذو مردود حراري متواضع. واشار الى أن التحليلات التي اجريت على الفقع دلت على احتوائه على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الانسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم كما يحتوي على نسبة غنية من فيتامين (ب) وكمية من النتروجين والكربون والاوكسجين والهيدروجين وهذا ما يجعل تركيبها شبيها بتركيب اللحم وطعم المطبوخ منها طعم كلى الضان. وعن سبب التسمية بالكماة قال انها تعني «المستتر» ولها عدة اسماء فتسمى في دول الخليج الفقع وفي بعض البلاد العربية بشجرة الارض او بيضة الارض او بيضة البلد اوالعسقل او بيضة النعامة كما انها تنمو في الصحاري وارتبط وجودها بنبات الرقروق وهي عادة ما تتكون من مستعمرات قوام كل مجموعة من 10 الى 20 حبة وشكله كروي لحمي رخو ووسطه املس ويختلف لونه من البيج الى الاسود. وعن طريقة معرفة مكان الفقع قال البخيت يعرف مكان الفقع اما بتشقق سطح الارض التي فوقه او بتطاير الحشرات فوق الموقع وهو ينمو بكثرة في السعودية والكويت وبلاد الشام ومصر والعراق والمغرب وتونس والجزائر وكذلك في اوروبا وخاصة فرنسا وايطاليا اللتين تدربان الكلاب والخنازير لمعرفة موقع الفقع. لافتا الى نصح الاطباء بتناول الفقع الرطب وتجنب اليابس منه مع الحرص قبل اكلها على ان تسلق في الماء والملح والزعتر ومن ثم تؤكل بالزيت والتوابل الحارة كما ان ماءها شفاء للعين.