أصدرت الشؤون الصحية في منطقة الباحة أمس، قرار استبعاد مسؤول قسم الإحالة الطبية بالنيابة في مستشفى الملك فهد بالباحة من موقعه، بعد رصد تقصير في أداء واجبه من خلال الرد على الاتصالات الهاتفية، وإهمال متابعة تحويل مريضة تبلغ من العمر 15 عاماً من ذوي الحالات الحرجة التي لا تحتمل التأخير. وقال المتحدث الرسمي للشؤون الصحية في الباحة أحمد الزهراني ل «الحياة» إن المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الباحة الملكف سعد قليل شدد في خطابة لإدارة المستشفى بعدم التهاون بأي حال في خدمة المريض، موجهاً باستبعاد مسؤول قسم الإحالة الطبية بالنيابة في مستشفى الملك فهد بالباحة من موقعه، وتحويله إلى العمل في مجال تخصصه بأحد أقسام التنويم، وتكليف بديل عنه، مع ضرورة إجراء تحقيق معه لعدم توزيع العمل، ووضع جداول مناوبة، إضافة إلى إيقاع العقوبة النظامية أصولاً. وأوضح الزهراني أن سبب استبعاد المسؤول جاء بعد أن تجاهل مسؤول قسم الإحالة الطبية الاتصالات الهاتفية التي وردته من مدينة الملك عبدالله الطبية في العاصمة المقدسة لاستقبال مريضة مصرية تبلغ من العمر 15 عاماً، بعد أن تبين وجود جزء من نهاية القسطرة داخل المريضة، إثر إزالة جهاز خاص لإعطاء العلاج الكيماوي. وأفاد بأن نتائج التحقيق من خلال اللجنة المشكلة من إدارة المستشفى أظهرت أن المريضة تعاني من ورم «هودجكن» في الجهاز اللمفاوي، وراجعت قسم الأورام قبل أكثر من ثمانية أشهر، إذ رُكب لها جهاز خاص لإعطاء العلاج الكيماوي، وهو عبارة عن مخزن يُزرع تحت الجلد أعلى الصدر، وينتهي بقسطرة في الوريد قرب القلب، موضحاً أن المريضة بدأت في أخذ العلاجات الكيماوية اللازمة خلال هذه الفترة على جلسات محددة. وأضاف «وعندما بدأت المريضة تعاني من ألم في مكان الجهاز نتيجة الالتهابات وتليفات خلال الفترة الأخيرة، استلزم الأمر قراراً بإزالة هذا الجهاز الذي تتم زراعته وإزالته بجراحة، وأثناء استئصاله تبين أن جزءاً من نهاية القسطرة بقي داخل المريضة، ما نبه إليه الجراح المشرف على الحالة في حينه، وأكد ذلك بعد عمل الأشعة اللازمة». وأشار إلى أن المدير العام للشؤون الصحية المكلف فور علمه بحالة المريضة بذل جهوداً واتصالات شخصية من قبله مع أكثر من مستشفى حتى نجح في الحصول على موافقة من مدينة الملك عبدالله الطبية في العاصمة المقدسة بعد أن رفض مستشفى الملك فيصل التخصصي استقبال المريضة، لأن حالات الأورام تحتاج إلى موافقة من الجهات العليا. وبين أنه تم نقل المريضة وهي في حالة صحية مستقرة تماماً بمركبة إسعاف مجهزة السبت الماضي، إلى مدينة الملك عبدالله الطبية في العاصمة المقدسة، إذ بقيت لمدة يومين، تم فيها إجراء الجراحة اللازمة لاستئصال بقية القسطرة الإثنين الماضي، وهي الآن ترقد على سرير الشفاء وبصحة جيدة.