أعلن الرئيس السوداني عمر البشير نيته دعوة زعماء الأحزاب المعارضة إلى طاولة حوار بهدف تحقيق مصالحة وطنية. وأكد البشير استعداده للحوار مع كل القوى السياسية وحاملي السلاح من المتمردين. وقال البشير خلال خطاب ألقاه مساء أول من أمس، بحضور زعيمي حزب «الأمة» الصادق المهدي و «المؤتمر الشعبي» حسن الترابي المعارضَين، إن علاقات السودان مع محيطه الأفريقي والعربي والعالمي تشكل فرصةً للحوار بين القوى السياسية والحكومة. ورأى أن «التحدي الماثل أمام الطبقة السياسية والأحزاب يكمن في إعلاء الولاء الوطني المستنير على الولاء الحزبي الضيق»، داعياً إلى التنافس من أجل السودان لا ضد الحزب الحاكم. في المقابل، فجرت تلبية المهدي والترابي وحزب العدالة دعوة البشير، صراعاً ضمن تحالف المعارضة. ورأى حزب المهدي في بيان صدر أمس، أن «أهم مدخل للصحوة الوطنية، هو أن يبدأ الإصلاح والتجديد بنقد ذاتي لأهم الإخفاقات»، موضحاً أن «الإصلاح والتجديد ينبغي أن يكونا التزاماً محدداً بإخضاع إدارة السلام لمجلس قومي وكتابة الدستور عن طريقة آلية قومية والتزام بشروط الحرية والنزاهة في الانتخابات المقبلة، على أن تُسنَد هذه المهام لحكومة قومية لا تعزل أحداً ولا يسيطر عليها أحد». أما الترابي، فقال للصحافيين إن خطاب البشير لم يطرح حلولاً لمعالجة مشاكل السودان، موضحاً انه أغفل الحديث عن بسط الحريات العامة أو حتى تلبية طموحات الشعب السوداني. وأكد الترابي أن الحوار يبقى السبيل الوحيد لحل الأزمات في السودان، مؤكداً أن حزبه موافق على دعوة الحوار دون شروط. وأضاف: «مَن يريد أن يحاورنا لا بأس، وليس لدينا شروط للحوار». من جهته، قال المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم مصطفى عثمان، أن خطاب البشير يشكل جدول أعمال للمرحلة المقبلة، وفتح الباب أمام الناس للتفكير بأن «حزبنا لديه أجندة سيطرحها وعليكم بتحضير أجندتكم وتعالوا». وأشار إلى أن الرئيس كان سيلقي خطابه بعد اكتمال اللقاءات مع القوى السياسية ولكن كثرة التوقعات والتسريبات لمضمونه عبر وسائل الإعلام جعلته يستعجل إلقاء الخطاب». وذكر أن البشير سيلتقي في الأيام المقبلة بقيادات الأحزاب، لوضع خارطة طريق للمستقبل، متوقعاً أن تفضي اللقاءات إلى تشكيل مجلس قومي للسلام. من جهة أخرى، دافعت قوى تحالف المعارضة في بيان عن عدم تلبيتها دعوة الاستماع إلى خطاب البشير، معتبرةً أنه دليل على تلاعب الحزب الحاكم بقضايا الوطن وعدم الجدية في إخراجه من النفق المظلم والوصول مع الآخرين إلى تحقيق السلام والحرية والديموقراطية. وذكر البيان أن قوى المعارضة متماسكة واتفقت على بديل وطني ديموقراطي ودستور انتقالي لتفكيك دولة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.