أعلن الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي أنهما توصلا إلى اتفاق على عدد من القضايا، لكن تحالف المعارضة قلل من أهمية الاتفاق واعتبره تكراراً لاتفاقات سابقة. وقال البشير عقب اجتماعه مع المهدي في منزل الأخير في أم درمان ليل الثلثاء- الأربعاء أن اللقاء «اكتمل بدعوة من المهدي وأنهما بحثا سوياً في القضايا القومية والإقليمية». واستضاف المهدي البشير نحو ساعتين من دون أن ترشح تفاصيل دقيقة عن التفاهمات بين الرجلين، ورافق الرئيس في الزيارة مسؤول ملف حزب الأمة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم وزير الاستثمار مصطفى عثمان إسماعيل، وحضر اللقاء أيضاً نجل المهدي عبد الرحمن، وهو مساعد للرئيس. وقال المهدي في تصريحات مقتضبة إنه اتفق مع البشير على ان «قضايا الحكم والدستور شأن قومي لن يكون فيها عزل لأي حزب أو فصيل أو جهة». وأكد أن «الحزبين سيجريان مشاورات توطئة للوصول إلى اتفاقات» . وأشار إلى «البحث في أوضاع مصر وحتمية تدخل السودان لاحتوائها، منعاً لانزلاق مصر إلى دوامة العنف». وأعرب البشير عن ارتياحه إلى نتائج اللقاء مع المهدي ووصفه بأنه كان مثمراً وجاداً. وأكَّد مصطفى إسماعيل أنَّ البشير سيواصل لقاءاته خلال الفترة المقبلة، وستشمل كل رموز القوى السياسيَّة، بمن فيهم غريمه الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي. وكان نائب الرئيس علي عثمان طه قال إن البشير يعكف على صوغ مبادرة وطنية لمعالجة كل قضايا البلاد. لكن تحالف المعارضة قلل من أهمية لقاء البشير والمهدي، وقال مسؤول في التحالف ل «الحياة»، إن «الطرفين وقعا اتفاقاً في جيبوتي عام 1999 ثم أم درمان في عام 2008 لكن لم يحققا أي تقدم»، متهماً الحزب الحاكم ب «المماطلة والتسويف لكسب الوقت وعدم الجدية في الحوار مع المعارضة لمعالجة أزمات البلاد»، وطالب بحكومة «انتقالية لإدارة الدولة خلال فترة زمنية محددة وصوغ دستور ووقف الحروب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وإجراء انتخابات نزيهة». إلى ذلك، أكد وكيل الخارجية السوداني السفير رحمة الله محمد عثمان، أن هناك «ثغرات في العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على السودان تمكن الاستفادة منها في دفع عجلة الاقتصاد»، مشيراً إلى أن «دولاً أكثر سوءاً في علاقاتها مع الولاياتالمتحدة استطاعت الاستفادة من جوانب متاحة في العلاقة معها»، مشيراً إلى تجربة إيران في هذا الصدد. وأوضح أن أميركا أحجمت عن الاستثمار في البلاد، على رغم أنها كانت سباقة في هذا المجال، ما أفسح المجال أمام دول أخرى، مؤكداً أن للولايات المتحدة نصيباً من الخسارة في هذا المجال. من جهة أخرى، أعلنت الخارجيَّة السودانية مصرع 14 سودانياً غرقاً دفعة واحدة في واحدة من عمليات تهريب البشر كانوا في طريقهم إلى أستراليا بطريقة غير مشروعة، بينما تحتجز السلطات الأندونيسية 9 آخرين.