رفض رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا التعليق على مطالب عدد من رؤساء الأندية وشرفييها بتقديم استقالته من منصبه في الفترة المقبلة، بعد موجة الانتقادات اللاذعة بخصوص تزايد أخطاء الحكام في الجولات الأخيرة الماضية من دوري عبداللطيف جميل، وقال في حديثه مع «الحياة»: «ليعلم الجميع أنني عضو منتخب في عضوية مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأنا لست جباناً، وهم يعرفون شخصيتي جيداً عندما كنت حكماً، ومن هذا المنطلق فيما لو فكرت بالاستقالة مستقبلاً ليس كما يطلبه رؤساء الأندية، إنما لقناعة شخصية، وأنا الوحيد الذي يحدد متى أرحل ولماذا». ودخل المهنا في نقاش ساخن مع أحد الإعلاميين بعد نهاية قرعة كأس خادم الحرمين الشريفين أول من أمس (الإثنين)، حينما وجّه إليه إعلامي سؤالاً حول تزايد الأخطاء التحكيمية، ولاسيما مباراة النصر والعروبة الأخيرة في دوري عبداللطيف جميل، وقال: «لدينا في السعودية 153 نادياً وليس فقط ناديا النصر والهلال، مع الاحترام لكل الأندية، ولدينا 14 نادياً في «دوري جميل» و16 في «ركاء»، و20 نادياً في دوري الدرجة الثانية. وللأسف بعض الإعلاميين - وهم قلة - يتحدثون من باب الميول إلى الأندية التي ينتمون إليها وليس من الواقع نفسه، وللعلم الأخطاء لم تكن فقط في مباراة النصر والعروبة، الأخطاء في عدد من المباريات، ولكل ناد الحق بأن يطلب ثلاث طواقم تحكيمية أجنبية في الموسم الواحد وعلى أرضه وبين جمهوره في دوري عبداللطيف جميل، وأرى بحسب وجهة نظري أنها كافية». ورداً على سؤال مطالب بعض الأندية بإعلان عقوبات الحكام إعلامياً في حال وقوع أخطاء غيّرت من سير المباراة، قال: «نحن نعاقب الحكام ولكن لا نعلنها إعلامياً، ولا يوجد أي اتحاد في العالم يعلن عن عقوبات حكامه، وحتى على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يعلن عن العقوبات». وعن استعداد لجنة الحكام لبطولة كأس الملك التي ستنطلق بنسختها الجديدة ب16 مباراة في دور ال32، قال: «لدينا في اللجنة العدد الكافي لإدارتها وغيرها من المسابقات المحلية، ونحن تعودنا على عملية الضغط. وهي - بالمناسبة - ليست وليدة اليوم إنما متكررة في كل موسم، وتوجد لدينا كفاءات مميزة على رغم أن هذا الكلام لا يعجب البعض، ولكن بشرط ألا تتم شخصنة الانتقادات بأن هذا الحكم أو ذاك له مواقف مع هذا الفريق، مما يتردد في الوسط الرياضي، ونحن في اللجنة لا نرفض النقد البنّاء، ولكن التشكيك والتجريح والدخول في الذمم والنوايا، والتي للأسف أصبحت ظاهرة كبيرة». وتابع: «نحن ننظر إلى مصلحة التحكيم ولا نعترض على وجود الحكم الأجنبي، ومن يحدد حضوره في بطولتي الملك وولي العهد اتحاد القدم وليست الأندية، وأنا من الناس الذين لا يحبذون الحديث عن الحكام الأجانب، وحتى على مستوى عرض اللقطات في اللقاءات الشهرية التي يقودها حكام أجانب لا نتعاطى معها ولا يتم تناولها، حتى لا يقال إننا نتصيد أخطاء الأجانب في مبارياتنا، ولكن أقرب مباراة، وهي التي جمعت الأهلي بالاتحاد لم أشاهد فيها لا إدارياً من الناديين ولا إعلامياً يتحدث مثلاً عن أخطاء طاقم التحكيم في المباراة نفسها». وشدد المهنا على أن الضغوطات الإعلامية على حكامه واللجنة المقصود فيها هو شخصياً، مضيفاً: «ثقتي بالله قبل كل شيء كبيرة وكذلك الحكام، ولكن أتمنى من الحكام أصحاب الخبرة القليلة ألا يتأثروا بسبب هذه الحملة، وهناك بعض الانتقادات المقصود فيها عمر المهنا نفسه وليس شخصاً آخر، وللأسف من يدير هذه الحملات حكام سابقون». وعن مدى صحة رغبة اتحاد الكرة في قيادة حكام سعوديين المباراة النهائية لكأس ولي العهد، وإصراره هو على أن يقودها حكام أجانب، قال: «متى ما رأى الاتحاد أنه من مصلحة الحكم السعودي حضوره في مثل هذه المباريات فلن يتردد في اتخاذ القرار، والعكس صحيح، ولكنني في النهاية أتمنى نجاح المباراة، والتي ستكون برعاية ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز». وعن سبب عقد اجتماع عاجل مع حكام دوري عبداللطيف جميل اليوم (الأربعاء): «من مصلحة التحكيم السعودي وجود اجتماع عاجل للوقوف على كثير من الأمور المهمة في مستقبل الحكام». ونفى المهنا أن يكون تراجع مستوى الحكام يعود لعدم تسلمهم لمستحقاتهم المالية المتأخرة: «إذا المسألة على الأمور المالية فلن يكون هناك حكام سعوديون».