انطلاقاً من احتمال وقوع «فوياجر» بأيدي مخلوقات ذكيّة تنتمي إلى حضارات فضائيّة مفترضة، حمّلَت المركبتان برسائل مُشفّرة، هي عبارة عن تسجيلات فونوغراف على قرص نحاسي مطليّ بالذهب قطره 30 سنتيمتراً. يحتوي قرص الذهب على صور وأصوات وأشياء متنوّعة عن الحياة على الأرض. ولاختيار محتوى الرسائل، كلّفت ال «ناسا» لجنة من العلماء ترأّسهم عالِم الفضاء الراحل كارل ساغان الذي كان حينها أستاذاً في جامعة «كورنِل». وجمع ساغان وفريقه 115 صورة ومجموعة من الأصوات الطبيعية، إضافة إلى مختارات موسيقية من مختلف ثقافات الأرض، ومقاطع كلامية من 55 لغة. برنامج عمل ثقيل حاضراً، يطير المسباران التوأمان «فْوياجر 1» و»2» في فضاء لم يصل أي جسم آخر من الأرض قبلهما. وتتابع 5 فرق بحثيّة مهماتهما التي تنهض بها 5 أجهزة في مركبتي «فْوياجر». وتشمل هذه المهمات ما يلي: 1- استشعار الحقول المغناطيسيّة وقياسها 2- تحسّس وجود جسيمات ذريّة مُنخَفِضَة الطاقة 3- تقصّي الأشعة الكونيّة 4- استشعار رياح ال «بلازما» الذريّة وتموّجاتها. وزُوّدت «فْوياجر1» وحدها بجهاز طيفي يتعامل مع الأشعة فوق البنفسجية، وباتت الإشارة المرسلة إليها من الأرض تحتاج إلى أكثر من 27 ساعة ذهاباً وإياباً. بعد أكثر من ثلاثة عقود على إطلاقها، لا تزال «فْوياجر2» تتمتع بصلاحية عمل طويلة، إذ بقي لديها طاقة تكفيها لمراسلة الأرض حتى العام 2025، وفق تصريحات لخبراء في ال «ناسا». ويأمل خبراء الفلك بأن يعرفوا مزيداً عن عالم ما بين النجوم حين تصل «فْوياجر 2» إليه، عندما تخرج من منظومة الشمس وجاذبيتها. وما زال المسباران يرسلان بيانات علميّة إلى الأرض عبر نِظام «شبكة الفَضاءْ البعيد» Deep Space Network. وخلال رحلتها الطويلة، أشارت مجسّات «فْوياجر 2» إلى حدوث تغيّرات كبيرة في محيطها الخارِجي. وفي مرتيّن منفصلتين خلال العام الفائت، سجّلت تلك المجسّات ارتفاعاً بمقدار مئة ضعف في عدد البروتونات ( جسيمات ذريّة بشحنة كهرباء موجبة) في المتر المكعّب في الفَضاء. ويعتبر هذا الأمر مؤشّراً يدل إلى الخروج من المنظومة الشَمْسية. لكن العلماء تردّدوا قبل الجزم بحدوث هذا الأمر فعليّاً، إذ تشير نظريات علم الفَضاءْ إلى ان هذه الزيادة يمكن ملاحظتها في حال تخطي مَركَبَة فضائية تأثير جاذبية الشمس مع تخلّصها أيضاً من تأثير الجسيمات التي تصاحب الرياح التي تهب من محيط الشَمْس. ثم تثبّت العلماء من خروج هذه المركبة من المجموعة الشمسيّة كليّاً، وأنها باتت تطير في الفَضاءْ العميق، ربما باتجاه مركز مجرة «درب التبّانة». ومن المقرر ان تتوقّف المولّدات التي تزود مسبارَي «فوياجر» بطاقة الكهرباء، عن العمل خلال ما يتراوح بين 10 و15 عاماً مقبلة، ما يؤدي إلى تعطّل أجهزة الرصد والبثّ فيهما. وفي هذا الصدد، أوضح البروفسور إد ستون رئيس علماء مشروع «فوياجر» أن وضع مَركَبَة فضائية وسط النجوم يمثّل الخطوة الأهم بالنسبة الى هذا المشروع المستمر منذ عقود. وبيّن أيضاً أن وصول مَركَبَة إلى فضاء النجوم هو «قفزة تاريخية»، تشبه إنجازات من نوع دوران قمر اصطناعي حول الكرة الأرضيّة للمرة الأولى، والمشي على سطح القمر. وشدّد على أنها المرّة الأولى التي يبدأ فيها البشر دراسة فضاء النجوم بصورة مباشرة.