شن مسلحون من مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ أسابيع، هجوماً على ثكنة عسكرية في منطقة النعيمية جنوبالمدينة أمس، وسيطروا على سد النعيمية بالكامل بعد انسحاب قوات الجيش منه، وأسروا خمسة عسكريين، فيما قتل 13 شخصاً في سلسة هجمات متفرقة في البلاد، بينهم اربعة قتلوا في ثلاث سيارات مفخخة استهدفت مدينة كركوك الغنية بالنفط، ما يشير إلى تصاعد العنف إلى درجة كبيرة. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن «المسلحين امسكوا بعدد من عناصر الجيش، بينهم ضابطان، مع عرباتهم وقاموا بوضعهم في سيارات والتجوال بهم في شوارع المدينة» وذلك بعد أن اشتبكوا معهم مدة ثلاث ساعات. وتمكن المسلحون من الاستيلاء على ست عربات عسكرية قاموا بحرق ثلاث منها، واحتفظوا بثلاث جابوا بها شوارع الفلوجة. وبعد ساعات، نشر جهاديون على شبكات التواصل الاجتماعي، صوراً للجنود الأسرى وهم مكبلون في شاحنة صغيرة ويجوبون بهم شوارع المدينة وسط هتاف يقول «دولة الإسلام باقية» فيما رفرفت رايتهم السوداء أعلى السيارة. ونشروا فيديو آخر يظهر فيه حرق عربة عسكرية من طراز «همر» وعربتين أخريين تجوبان شوارع الفلوجة. وقال مسؤول أمني رفيع المستوى في الأنبار إن «اقتحام الفلوجة غير وارد حالياً لعدم جاهزية القوات الأمنية». إلى ذلك، حاصرت قوات الجيش صباح أمس حي الملعب في جنوب مدينة الرمادي، كبرى مدن الأنبار، حيث تتواصل المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي «داعش»، وهي المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ 2003، فيما أعلن الجيش مقتل المسؤول في التنظيم محمود عبيد الجميلي المشهور باسم «قناص الكرمة». وتنفذ هذه العمليات بمساندة «قوات الصحوة» وأبناء العشائر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ضد مقاتلي التنظيم المرتبط ب «القاعدة» ومسلحين مناهضين للحكومة يسيطرون على مناطق في محافظة الأنبار التي تشترك مع سورية بحدود تمتد نحو 300 كيلومتر. وكانت حصيلة العنف أمس مقتل 13 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في سلسلة هجمات متفرقة، من بينها ثلاث سيارات مفخخة انفجرت في مدينة كركوك اسفرت عن مقتل اربعة اشخاص وإصابة 14 آخرين. وأوضحت مصادر أمنية أن «التفجيرات وقعت بطريقة منسقة، إذ انفجرت الأولى في حي رحيم اوة، شمال المدينة، فيما انفجرت سيارتان جنوبالمدينة في وقت متزامن». وفي بغداد، اعلنت الشرطة مقتل ضابط متقاعد مع زوجته في منزلهما في حي الراشدية. كما قتل شخصان بنيران مسلحين مجهولين في مدينة الصدر الشيعية شرق بغداد، بينما هاجم مسلحون مجهولون في الموصل سيارة الشيخ خالد الزبيدي أحد زعماء عشيرة الزبيدات في منطقة باب الجديد وسط المدينة.