فرضت قيادة شرطة الفلوجة الواقعة على بعد 105 كيلومترات غرب بغداد، حظراً على سيارات النقل من طراز «كيا» على خلفية ورود معلومات استخباراتية عن دخول ثلاث سيارات مفخخة معدة للتفجير الى المدينة.وأكد مصدر في شرطة الفلوجة رفض كشف هويته أن «منع سير سيارات النقل من طراز كيا يأتي كإجراء احترازي بعدما توفرت لدينا معلومات عن وجود 3-4 سيارات مفخخة بأطنان من المتفجرات تجوب شوارع المدينة». وأوضح المصدر في اتصال مع «الحياة» أن «منع سير المركبات سيمكن الفرق الأمنية من السيطرة على الوضع موقتاً، إذ نُشرت فرق أمنية على الشوارع الرئيسة والفرعية للمدينة بحثاً عن تلك المركبات». وأضاف أن «ما يُصعب مهمة الفرق الأمنية هو أن المدينة تمتد أطرافها على مساحات واسعة مكتظة ببساتين متروكة». وتابع أن «الإجراءات الأمنية المشددة التي تتبعها القوى الأمنية العراقية اعتُمدت بعد موجة التفجيرات التي طاولت المدينة خلال الشهور الماضية وإثر سلسلة التفجيرات التي أصابت مدينة الرمادي القريبة قبل ايام». ورأى أن «انفتاح أجزاء كبيرة من المدينة على بعض المنافذ الحدودية يسهل على المسلحين الدخول الى الفلوجة لتنفيذ مخططات إجرامية تستهدف الأبرياء». وكان مدير شرطة الفلوجة العقيد محمود فياض العيساوي أعلن في تصريحات صحافية اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، ونشر مفارز وسيطرات متحركة في المدينة لمنع سير سيارات النقل من طراز «كيا» داخل الفلوجة ومنع دخولها الى المدينة. يذكر أن مدينة الفلوجة يحدها من الغرب نهر الفرات ومن الشرق مدينة الكرمة ومن الشمال مدينة الصقلاوية ومن الجنوب مدينة النعيمية. وتشرف الفلوجة التي شهدت حملات عسكرية كبيرة خلال السنوات الماضية وكانت معقلاً رئيساً للمجموعات المسلحة، على أربعة طرق رئيسية اثنين من جهة بغداد (الطريق القديم والجديد الذي يعرف باسم الخط السريع)، وطريق ثالث باتجاه الرمادي، ورابع باتجاه سامراء. الى ذلك، طالب طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية أهالي محافظة الأنبار بعدم التستر على الخلايا النائمة لتنظيم «القاعدة». وأكد في بيان رئاسي تسلمت «الحياة» نسخة منه «وجوب أن يكون هناك تعاون بين المواطن والعشيرة في كشف الجهات الضالعة وعدم التستر على خلايا الإرهاب النائمة، كما يجب إعادة النظر في الخطط الأمنية الموضوعة وممارسة مزيد من الحزم والأخذ بالحيطة والحذر». وأضاف أن «ما حدث من تفجيرات في الرمادي يؤكد صحة المعلومات التي تواترت منذ فترة بأن أيدي خبيثة تتبنى مخططات مشبوهة ستعبث بأمن العراق». وكان رئيس عشائر الدليم حاتم السلمان أكد أن «ما يجري في الأنبار هو إسقاط للمحافظة كونها ذات أهمية كبرى لأمن العراق»، لافتاً الى أن «تنظيم القاعدة غير موجود في المحافظة بل هناك أفراد ينتمون إلى هذا التنظيم ممثلين بالانتحاريين». ووصف السلمان محافظة الأنبار بأنها «خارج التغطية فلا سلطة للحكومة الاتحادية عليها، والقيادات الامنية تتحرك وفقاً لرغباتها ولا تلتزم التعليمات الحكومية. ودور الحكومة ضعيف جداً، وهناك سكوت عن المفسدين وهذا شي خطر». يذكر أن محافظة الأنبار شهدت قبل أيام سلسلة تفجيرات استهدفت مجموعة من أفراد الجيش والمواطنين، وذلك في موجة عنف مفاجئة بعد استقرار نسبي شهدته المدينة منذ شهور. شمالاً، أعلن مصدر في الشرطة العراقية مقتل جنديين واصابة أربعة آخرين في انفجار عبوة جنوب مدينة كركوك شمال بغداد. وقال مدير شرطة الاقضية والنواحي في محافظة كركوك العميد سرحد قادر إن «جنديين عراقيين قُتلا وأُصيب أربعة آخرون في انفجار عبوة استهدفت صباحاً دورية للجيش في ناحية الرشاد (غرب كركوك)». من جهة أخرى، أعلن قادر اعتقال شاكر محمود أحد قيادي جماعة «أنصار السنة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وأكد أن «المعتقل هو أحد المطلوبين بارتكاب جرائم ارهابية، عُثر عليه داخل منزل في قرية العوادية (جنوب غربي كركوك). وأعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل ثمانية اشخاص واصابة عشرة آخرين بتفجير انتحاري مساء أمس استهدف قائد احدى الصحوات في شمال شرقي بغداد. وقال مصدر في غرفة العمليات في ديالى ان «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه داخل مقهى في ناحية بهرز، جنوب بعقوبة مستهدفاً قائد صحوة المنطقة ليث مشعان الذي لقي مصرعه بالإضافة الى تسعة آخرين من رواد المكان». وأضاف ان بين «القتلى احد افراد حماية مشعان». من جهته، أكد الطبيب احمد علوان من مستشفى بعقوبة العام هذه الحصيلة. يشار الى ان قوات الصحوة تسيطر على الأحياء الداخلية من بلدة بهرز ذات الغالبية السنية، في حين تفرض التنظيمات المتطرفة ومنها «القاعدة» سيطرتها على المناطق المحيطة بها. ويبلغ عدد سكان بلدة بهرز اكثر من ستة آلاف نسمة وتبعد ثلاثة كلم جنوب بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، كبرى مدن ديالى.