أكد عاملون في شركات بيع الملابس أن انتعاشة السوق بسبب حركة بيع ملابس الشتاء لم تستمر طويلاً، نظراً لانحسار موجة البرد في المنطقة الشرقية، ما دفع الكثير من المحال للقيام بحملات خفض لم يتوقعوا أن تتم في هذا الوقت، خصوصاً أننا لا نزال في منتصف الشتاء. وأشاروا إلى أن التوقعات السابقة لحجم المبيعات كانت تتحدث عن 500 مليون ريال، إلا أن الأرقام الفعلية لا تصل إلى نصف هذا المبلغ، ما يعني أن الكثيرين لم يحققوا حتى نصف مبيعاتهم المتوقعة. وأكدت مديرة مؤسسة ملابس في مجال تجزئة بيع الملابس سوسن الشولي، أن التخفيضات التي تمت خلال الأسبوعين الماضيين للكثير من الماركات العالمية، وحتى المحال العادية جذبت جزءاً من المشترين إلى الأسواق، إلا أن ذلك لم يحقق المبيعات المتوقعة، مشيرة إلى أن الخيارات المتاحة أمامهم إما الاستمرار في الخفض حتى يصلوا إلى المتوقع من المبيعات حتى نزول بضاعة الربيع والصيف، أو إنهاء التخفيضات الآن والقيام بأخرى في نهاية الشتاء تكون مترافقة مع طرح البضاعة الصيفية. وقالت الشولي في حديثها إلى «الحياة» إن بعض الشركات حققت مبيعات من عودة المستهلكين للشراء مرة أخرى بعد مبيعات أيام البرد الأولى، بيد أن الأسعار شهدت انخفاضاً لملابس الشتاء عموماً على رغم أن موديلاتها حديثة، ما أدى إلى تراجع الأرباح، وهو أمر طبيعي ناجم عن قلة الطلب في مقابل العرض، وقالت: «حدث نوع من التكدس في البضائع، ما تسبب في ضائقة مالية لبعض المحال أو الشركات». وذكرت أن انتعاش السوق خلال الشهر الماضي «كان لارتفاع الطلب، وساعدت بعض الشركات الكبرى في رفع مبيعاتها»، وقالت: «الاستيراد لا يتوقف، والكثير من المستثمرين استغلوا فترة الإجازة لترتيب أوضاعهم، خصوصاً أن الشركات الأم شهدت تحسناً طفيفاً في مبيعاتها، إضافة إلى مبيعات أعياد الميلاد». من جهته، أكد تاجر الملابس سالم الشهري، أن مبيعات الملابس شهدت نمواً مقبولاً، وهذا الأمر حقق أرباحاً فعلية خلال شهر ونصف الشهر فقط، متوقعاً ألا تحمل موازنات بعض الشركات خسائر بسبب حركة بيع الملابس الشتوية التي تصادفت مع مبيعات العيد من الملابس الصيفية. وأضاف: «استوردت خلال هذا الموسم ملابس بقيمة 5 ملايين ريال، وكنت أتوقع نسبة أرباح عالية، ولكن بعد توزيعها على المراكز التي نتعامل معها لمسنا أرباحاً فعلية مقبولة بعد أن استرجعنا رأس المال، إضافة إلى المصاريف التشغيلية». وأشار إلى أن المبيعات لم تكن سيئة طوال العام الماضي، إذ استمرت حتى دخول الشتاء، علماً بأن التوقعات كانت تشير إلى خسائر، إلا أن الأوضاع كانت جديدة، مضيفاً: «الأسعار تشهد ارتفاعاً وانخفاضاً مثل أية سوق، وهذا ما يحقق أرباحاً لمحال بيع التجزئة». وزاد الشعري: «موسم تخفيضات الملابس الشتوية يبدأ قبل نهاية فصل الشتاء بنحو شهر، إلا أن المتسوقين يلجأون إلى الشراء خلال الموسم بأسعار مرتفعة من دون انتظار موسم التخفيضات بسبب البرودة»، مؤكداً أن المحال تعمل وفق حاجة السوق، وتهتم بمبيعات النساء والأطفال، مشيراً إلى أن غالبية التجار توقعوا أن تتجاوز مبيعات ملابس الشتاء خلال هذا الموسم أكثر من 500 مليون ريال. من جانبه، أوضح مدير فرع أحد المحال التجارية مصطفى شحاتة، أن المبيعات تختلف من منطقة إلى أخرى، وأن المبيعات في المنطقتين الشرقية والغربية متقاربة لهذا العام، إلا أن مبيعات منطقتي الرياض والشمالية كانت عالية بسبب انخفاض درجة الحرارة فيهما. وأشار إلى أن التوقعات كانت تشير إلى مناخ بارد في المنطقة الشرقية خلال هذا الشتاء، إلا أنه لم يحدث ذلك إذا استثنينا أياماً معدودة شهدتها المنطقة بسبب منخفضات جوية، متوقعاً أن تستمر المبيعات على هذه الوتيرة المتدنية حتى بداية فصل الصيف، مؤكداً أن فترة الخفض ستكون طويلة قليلاً، أو تلجأ المحال الكبيرة إلى تقديم عروض على فترات متقاربة لجذب الزبائن. يذكر أن المملكة من حيث الإنفاق الفردي على الأزياء تحتل مركزاً عالمياً متقدماً، بحسب دراسات شركات متخصصة، إذ ينفق السعودي نحو 10 في المئة من إنفاقه الاستهلاكي على الأزياء والأحذية، في حين لا تتجاوز نسبة الإنفاق الاستهلاكي لدى الفرد في فرنسا مثلاً 4.5 في المئة، وألمانيا والمملكة المتحدة 6 في المئة، والولايات المتحدة 4 في المئة. ويحظى قطاع تجارة الأزياء في السعودية بفرص نمو قوية، بالنظر إلى فائض السيولة المتوافرة لدى أفراد المجتمع، ويتوقع أن يصل معدل ارتفاع الفائض إلى 16 في المئة. وتستورد السعودية ما يقارب 85 ألف طن من الملابس الجاهزة سنويا، من الدول الأوروبية (إيطالياوفرنسا)، ودول شرق آسيا (تايوان وتايلاند والصين)، وعدد من الدول العربية، ويوجد في السعودية عدد ضخم من المنشآت التجارية التي تعمل في مجال تجارة الملابس.