أكد عاملون في شركات بيع الملابس انتعاش السوق بسبب حركة البيع المستمرة إلى ما بعد عيد الأضحى، فيما اعتبروها فرصة «لزيادة الأرباح السنوية، خصوصاً أننا على مشارف نهاية عام، ودخول عام جديد».وقدّر هؤلاء في حديثهم إلى «الحياة» نسبة الأرباح بنحو 53 في المئة، خلال تشرين الثاني (نوفمبر)، على رغم التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض المبيعات لتأخر دخول فصل الشتاء، إذ تشير التوقعات إلى مبيعات تفوق 500 مليون ريال. وتوضح فهيمة التركي (صاحبة مؤسسة ملابس ومستثمرة في مجال تجزئة بيع الملابس)، أن ما رفع مبيعات بعض الشركات «عودة المستهلكين للشراء مرة أخرى بعد مبيعات أيام العيد، بيد أن الأسعار تشهد ارتفاعاً لملابس الشتاء، لأنها حديثة الموضة، فلا توجد تخفيضات إلا على ما تبقى من موسم الصيف الذي حمل نسبة خسائر لا يستهان بها هذا العام، لقلة الطلب في مقابل العرض الكبير، وهو ما أحدث نوعاً من تكدس البضائع، وتسبب في ضائقة مالية لبعض الشركات». وأضافت أن انتعاش السوق خلال الشهر الماضي «دلالة على ارتفاع الطلب، وهو ما ساعد بعض الشركات الكبرى التي تأثرت بتداعيات الأزمة المالية»، وقالت: «إن الاستيراد مستمر، والكثير من المستثمرين استغلوا فترة الإجازة لترتيب أوضاعهم في الخارج، خصوصاً أن الشركات الأم (الأوروبية) شهدت تحسناً طفيفاً في مبيعاتها داخل الدول الإسلامية بسبب الأعياد، إضافة إلى قرب أعياد الميلاد، وتغيير مسار خطط البيع إلى الملابس الشتوية». واعتبر المستثمر فالح الدوخي أن «نسبة الاستثمارات ارتفعت وشهدت نمواً متسارعاً، وهذا الأمر حقق أرباحاً فعلية خلال شهر ونصف الشهر فقط»، متوقعاً ألا تحمل موازنات بعض الشركات خسائر بسبب حركة البيع التي تصادفت مع مبيعات العيد من الملابس الصيفية، والآن مبيعات الملابس الشتوية والتوزيع والتسويق. وتابع: «استوردت خلال هذا الموسم ملابس بقيمة أربعة ملايين ريال، وكنت أتوقع نسبة خسارة عالية، ولكن بعد توزيعها على المراكز التي نتعامل معها، لمسنا أرباحاً فعلية بعد أن استرجعنا رأس المال إضافة إلى المصاريف التشغيلية، ما يعني وجود نشاط اقتصادي متنامٍ خلال فصل الشتاء، وستكون الأرقام النهائية مع نهاية موسم الشتاء». وأشار إلى أن الموسم كان سيئاً طوال العام إلى منتصف شهر رمضان، إذ بدأت مشتريات العيد، واستمرت حتى دخول الشتاء، علماً بأن المؤشر كان يوحي بتوقع خسائر، إلا أن الأوضاع تعدلت مع دخول الشتاء، وأضاف أن الأسعار تشهد ارتفاعاً، وهذا ما يحقق أرباحاً لمحال البيع بالتجزئة. ولفت إلى أن موسم خفض الملابس الشتوية يبدأ قبل نهاية فصل الشتاء بنحو شهر، إلا أن المتسوقين يلجأون إلى الشراء خلال الموسم بأسعار مرتفعة من دون انتظار موسم التخفيضات بسبب البرودة، مؤكداً أن المحال عاودت العمل في ثالث أيام العيد بتسوق آخر يختلف كلياً عن تسوق ليالي العيد، لكسوة الشتاء، خصوصاً للأطفال واضطرار البعض للسفر إلى الخارج، حيث البرودة أشد مما هي عليه في المملكة. مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تتجاوز مبيعات ملابس الشتاء خلال هذا الموسم 500 مليون ريال. يذكر أن المملكة من حيث الإنفاق الفردي على الأزياء تحتل مركزاً عالمياً متقدماً، بحسب دراسات لشركات متخصصة، إذ ينفق السعودي نحو 10 في المئة من إنفاقه الاستهلاكي على الأزياء والأحذية، في حين لا تتجاوز نسبة الإنفاق الاستهلاكي لدى الفرد في فرنسا مثلاً 4.5 في المئة، وألمانيا والمملكة المتحدة 6 في المئة، والولايات المتحدة 4 في المئة. ويحظى قطاع تجارة الأزياء في السعودية بفرص نمو قوية بالنظر إلى فائض السيولة المتوافرة لدى أفراد المجتمع، ويتوقع أن يصل معدل ارتفاع الفائض إلى 16 في المئة في 2009. وتستورد السعودية ما يقارب 85 ألف طن من الملابس الجاهزة سنوياً، منها 90 في المئة من الدول الأوروبية (إيطاليا وفرنسا)، إضافة إلى الاستيراد من دول شرق آسيا (تايوان وتايلاند والصين)، وعدد من الدول العربية. ويوجد في السعودية عدد ضخم من المنشآت التجارية التي تعمل في مجال تجارة الملابس، ويبلغ عدد المحال التي تعمل في قطاع تجارة ملابس الأطفال والنساء وحده أكثر من 12 ألف محل.