تواجه شركات الملابس معضلة الأجواء في العيد، إذ تحولت المحال إلى عرض الملابس الشتوية أو الخريفية، على رغم الأجواء في المدن الرئيسة في المملكة لا تزال حارة نهاراً، ما قلص من مشتريات الملابس للعيد، في الوقت الذي سجلت فيه أسعار الملابس الشتوية ارتفاعاً طفيفاً بلغ نحو 10 في المئة. وأكّد عاملون في شركات بيع الملابس أن توقيت عرض الملابس الشتوية يحصل في مثل هذا الوقت من كل عام، إلا أنه في هذا العام جاء عيد الأضحى المبارك في هذا الوقت الذي لا يزال الطقس فيه لم يتحول إلى الشتاء أو البرودة، ما يستدعي لبس الملابس الشتوية، فيحرم تجار الملابس من مبيعات العيد بصورة مأمولة. وأشاروا إلى أنهم كانوا يتوقعون انتعاش السوق، بسبب حركة البيع المستمرة إلى ما بعد عيد الأضحى، كما أنهم يعتبرونها فرصة «لزيادة الأرباح السنوية، خصوصاً أننا على مشارف نهاية عام، ودخول عام جديد». لكن تأخر البرودة وعرض الملابس الشتوية تسبب في محدودية الشراء، بخاصة أن أجواء المملكة لا تشجع كثيراً على شراء الملابس الشتوية. وأضافوا أن مبيعاتهم انخفضت لتأخر دخول فصل الشتاء، وتوضح سامية السعيد «صاحبة مؤسسة ملابس ومستثمرة في مجال تجزئة بيع الملابس»، أنه كان من المتوقع لدى بعض الشركات «عودة المستهلكين إلى الشراء مرة أخرى بعد مبيعات أيام عيد الفطر، بيد أن الأسعار تشهد ارتفاعاً لملابس الشتاء التي أصبحت في جميع المحال تقريباً، لأنها حديثة الموضة، ولا توجد تخفيضات عليها، فضلاً عن أن الأجواء لا تزال دافئة، ولن يقبل أحد على ارتداء الملابس الشتوية في هذا الوقت». وبينت أن الوضع في معظم المحال الكبيرة مخيب لآمالها، على رغم أنهم فضلوا عرض الملابس الشتوية كخيار أول على عرض الملابس المناسبة للعيد، مضيفة «ملابس العيد في الحقيقة غير متوافرة في معظم محال الماركات العالمية التي لا تعتمد على العيد في التسويق بمقدار اعتمادها على الفصول في عملية التسويق، لذلك كان خيارها عرض الملابس الشتوية». واعتبر عبدالكريم الكحلة (مدير محل تجاري) أن «نسبة مبيعات الملابس الشتوية تشهد تصاعداً حتى يدخل الشتاء، عندها نسجل نمواً متسارعاً في المبيعات، ما يحقق أرباحاً فعلية خلال ثلاثة أشهر، وهي فترة كافية لمبيعات الملابس الشتوية»، متوقعاً أن لا تحمل موازنات بعض الشركات خسائر، بسبب حركة البيع التي تصادفت بين مبيعات العيد من الملابس الصيفية، والآن مبيعات الملابس الشتوية والتوزيع والتسويق»، وقال: «استوردنا خلال هذا الموسم الماضي ملابس كثيرة، وكنا نتوقع نسبة خسارة عالية، ولكن بعد توزيعها على المراكز التي نتعامل معها، حققنا أرباحاً معقولة، ما يعني وجود نشاط اقتصادي متنامي خلال فصل الشتاء، أما هذا الموسم فنتوقع أن تكون الأرقام النهائية مع نهاية موسم الشتاء مثل العام السابق». وأبان أن الموسم كان جيداً طوال العام بخاصة في شهر رمضان، إذ بدأت مشتريات العيد، واستمرت حتى هذه الفترة، علماً أن المؤشر كان يوحي بتوقع خسائر، إلا أن الأوضاع لا تزال ضمن المتوقع، وأضاف أن الأسعار تشهد ارتفاعاً، وهذا ما يحقق أرباح محلات بيع التجزئة بالخصوص. وأكّد أن موسم تخفيض الملابس الشتوية يبدأ قبل نهاية فصل الشتاء بنحو شهر، إلا أن المتسوقين يلجأون إلى الشراء خلال الموسم بأسعار مرتفعة من دون انتظار موسم التخفيضات بسبب البرودة، مؤكداً أن جميع المحال ستعاود العمل في ثالث أيام العيد بتسويق الملابس الشتوية، وستختفي تقريباً الملابس الصيفية لصالح كسوة الشتاء خصوصاً للأطفال. مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تتجاوز مبيعات ملابس الشتاء خلال هذا الموسم أكثر من 500 مليون ريال.