«ماشينيما» Machinima. لم يعد المصطلح غريباً منذ عام 2006، حين دخلت شركة «ماشينيما.كوم» إلى الخليج العربي. ويمثل المصطلح مزيجاً من كلمتي «ماشين»، ومعناها الآلة، و...السينما. ويشير إلى سينما شبكيّة مبتكرة تصنع أفلامها بالاستناد إلى الألعاب الإلكترونيّة تعتمد على المزج بين فني السينما وألعاب الكومبيوتر. ومنذ 2004، كانت «ماشينيما» حاضنة لولادة أفلام من نوع جديد، لم تألفه فنون الترفيه قبلاً. وشرعت أيضاً في ابتكار صالاتها الخاصة، التي تعتمد راهناً على شبكات رقميّة تربط لاسلكيّاً بين كومبيوترات الجمهور. ويؤدي هذا الأمر إلى أفلام-ألعاب (او ألعاب –أفلام، لا فرق)، فيها تفاعليّة مزدوجة ومتداخلة. ويقصد بالقول إن «ماشينيما» تمثل ألعاباً إلكترونيّة متطوّرة تعطي تفاعلاً قوياً بين كل لاعب - مشاهد من جهة، وجمهور يلعب مع بعضه بعضاً (فرقاً وافراداً) في صالات تغطّيها موجات لاسلكيّة، من جهة ثانية. تغيّر «ماشينيما» مفهوم المُشاهد، الذي يهجر دوره كمتلقي، كي يصبح متدخّلاً في مجريات النص السينمائي (بالاحرى ال «ماشينمائي»)، ومتفاعلاً معه ومتنافساً مع غيره من المُشاهدين - اللاعبين. وبكلمة اخرى، يصبح لكل مشاهد فيلمه الخاص، كما درج نقّاد السينما على القول، وبالمعنى الحرفي للكلمات. خيالات متبادلة بالاختصار، تجسّد «ماشينيما» أحد الاتجاهات لصنع سينما الانترنت، لكنه مغاير عن ذلك الذي تسلكه حاضراً مؤسّسة «نت فليكس». ومنذ تفجّر ثورة المعلوماتيّة والاتصالات المتطورة، ساد حديث متشعب عن الكيفية التي يغيّر فيها الكومبيوتر فن السينما، ليس بمعنى التقنيات فحسب، بل أن يغيّرها جذرياً كفن ترفيه بصري. في ذلك المعنى، لا يمثّل الاستخدام المكثف لتقينات الكومبيوتر في الأفلام السينمائية راهناً، سوى مجرد مرحلة أولى، مهما بدت متطوّرة. وكذلك فالارجح ان التطوّر المذهل في أفلام التحريك برسوم بالكومبيوتر، التي يسمّيها البعض أحياناً «إحيائية» Animation ، يمثّل جزءاً من ذلك التغيّر. وتمثل أفلام «شريك (الغول) 2» و«انكريدابلز» و«البحث عن نيمو» و«مزرعة على طول الخط» و«قصة سمكة قرش» و«راتاتوي» و«مونسترز» و«ماليفيسانت» وغيرها، النقطة وصلتها أفلام التحريكك برسوم الكومبيوتر راهناً، عبر استخدام تقنيات الكومبيوتر. وحاضراً، هناك لعبة تبادل أخيلة بين الألعاب الإلكترونيّة والسينما. فتصنع هوليوود أفلاماً، مثل «مورتال كومبات» و «تومب رايدر» و «الجميلة والوحش» و «هانغر غايمز»، من وحي الألعاب الإلكترونيّة. وتقلد ألعاب الكومبيوتر السينما، فتحول أفلامها ألعاباً، مثل حال «دلتا فورس» و «القاهرون» و «غودزيلا» و «الرجل الوطواط» و «داخل التنين» و «اتلانتس» و «حرب النجوم» وغيرها. ويبدو كأن لعبة تبادل الادوار وصلت إلى شيء لم يكن متوقّعاً. إذ تحاول الألعاب الإلكترونيّة، عبر «ماشينيما»، رسم مسار أساسي في سينما الانترنت، التي ربما صارت هي الفن السابع للقرن 21.