اندلعت امس اشتباكات متقطعة في عدد من أحياء مدينتي الرمادي والفلوجة بين القوات الحكومية مدعومة بمسلحي العشائر، ومجموعات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، فيما اتهم رئيس الوقف السني في الأنبار دولاً إقليمية وكبرى بالعمل لزعزعة الأمن في البلاد لتفريق المجتمع ونهب ثرواته. وأكد مصدر امني امس أن «اشتباكات متقطعة بين قوات الأمن تساندها العشائر مع مجموعات مسلحة تابعة لداعش في مدينتي الرمادي والفلوجة شملت أحياء الملعب وزنكورة ومناطق أخرى شرق وشمال المحافظة». وأشار إلى أن « نحو 30 عنصراً من قوات الأمن والعشائر سقطوا بين قتيل وجريح». وأعلنت وزارة الدفاع، الليلة قبل الماضية في بيان، أن سلاح الجو نفذ طلعات ناجحة وقصف أهدافاً في قاطع الأنبار قتل فيها 50 مسلحاً من جنسيات عربية وأجنبية. وقال ضابط رفيع في وزارة الداخلية في تصريح إلى «الحياة» إن «غالبية قطعات الجيش وتشكيلات وزارة الداخلية الأخرى تنتشر في صحراء الأنبار لمنع تسلل مقاتلين من القاعدة وداعش المحاصرين داخل مدن وبلدات سيطروا عليها أخيراً وسد طرق الإمدادات عليهم». وعن طبيعة الحصار الضروب على الفلوجة قال إن «وحدات من الفرقة المدرعة التاسعة تحكم الطوق وتعمل معها قوات مكافحة الإرهاب وأفواج من لواء التدخل السريع (سوات) وينتشر الجميع على مسافة 500 متر أو أكثر بقليل من مراكز تجمع السكان إن كانت قرى أو أحياء تابعة لبلدات أو مركز الفلوجة». وعزا وقوع خسائر مستمرة في صفوف عناصر مكافحة الإرهاب والتدخل السريع إلى «ضعف في إعداد بعض الضباط من درجة الأعوان كأن يكون آمر فصيل أو سرية وقعوا ضحية مصائد أعدتها مسبقاً شخصيات عشائرية تدعوهم إلى وليمة أو يستنجدون بهم لحالة إنسانية وأحدهم طلب من احد الضباط اعتلاء سطح منزله العالي ليتمكن جنوده من الهيمنة على أطراف القرية لكنهم بعد دخولهم نسفت المنازل ووقعوا في مكمن معد مسبقاً». وتابع «كما أن عمليات القوات الخاصة من الداخلية ومكافحة الإرهاب المؤثرة دفعت تنظيمات داعش والقاعدة إلى ابتكار تكتيك انتحاري جديد باعتماد سراويل داخلية مفخخة بدلاً من الأحزمة كون قوات الأمن اعتادت كشف الشخص الذي يرتدي حزاماً». إلى ذلك، قال رئيس ديوان الوقف السني في محافظة الأنبار، الشيخ عبد الله جلال إن «التنظيمات المسلحة تسعى إلى السيطرة على المحافظة وإن 90 في المئة من العشائر ترفض رفضاً قاطعاً أي شراكة مع تنظيمَي داعش والقاعدة»، مشيراً إلى «ضرورة أن « يكون هناك حوار وتفاهم من أجل الوصول إلى حل يرضي كل الأطراف». واتهم «جهات خارجية تسعى إلى أن يصل العراق إلى أسوأ حال، إضافة إلى وجود من يصدّر هذه الأزمات إلى البلد وهناك من هو مستورد لها». وزاد أن «العديد من الدول الإقليمية والدول العظمى لديها مصالح في العراق وتسعى إلى زعزعة أمنه واستقراره بأسرع وقت ممكن لنهب ثرواته. تلك الدول تعمل لتفرقة المجتمع العراقي إلى طوائف سنية وشيعية وكردية وعربية وتركمانية وغير ذلك». وعن إطلاق عدد من شيوخ عشائر الفلوجة اختطفهم «داعش» قال إن «عناصر داعش والقاعدة لا يعترفون بعشائر أو بكتل سياسية أو بأي شيء آخر. إنهم يريدون السيطرة على زمام الأمور في الأنبار». وأدى قصف مدفعي إلى مقتل أربعة أشخاص في الفلوجة، حيث تواصل قوات الأمن تنفيذ عملياتها ضد المسلحين منذ اكثر من ثلاثة أسابيع. وقال شهود إن مناطق الشهداء وجبيل والنزال، كلها جنوب الفلوجة، تعرضت مساء الأربعاء لقصف مدفعي. وأكد الطبيب احمد شامي في مستشفى الفلوجة «مقتل أربعة أشخاص وإصابة 18 بينهم امرأة وثلاثة أطفال جراء القصف. ويفرض مسلحون من تنظيم «داعش» سيطرتهم على الفلوجة والمداخل الرئيسة للمدينة، بينما ينتشر مسلحون مناهضون للحكومة من أبناء العشائر حولها. كما تعرضت مدينة الرمادي لسقوط سبع قذائف هاون في ساعة متأخرة ليلة الأربعاء من دون وقوع ضحايا، على ما قال ضابط برتبة نقيب في الشرطة. وأكد الضابط أن «العمليات لطرد تنظيم داعش من المدينة».