رد الجيش الباكستاني ليل أمس، على تفجيرين استهدفا قواته في اليومين الأخيرين وحصدا 39 قتيلاً على الأقل بينهم 34 عسكرياً، وشنت مقاتلات ومروحيات تابعة له غارات جوية على إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، ما أدى إلى مقتل 25 متمرداً على الأقل وجرح 15 آخرين. وأعلن مسؤول كبير في الجيش أن القصف الجوي الذي نفِّذ للمرة الأولى منذ أن أبرمت إسلام آباد اتفاقاً لوقف النار مع قادة حركة «طالبان باكستان» عام 2007، دمرّ مخابئ المتمردين في شمال وزيرستان، معقل الحركة التي تبنت الهجومين الداميين الأحد والإثنين، والمسلحين المرتبطين بتنظيم «القاعدة». وأشار إلى أن أجانب ومسؤول في الحركة بالبنجاب، أكبر إقليم في شرق البلاد، في عداد القتلى. وصرح مسؤول استخباراتي في ميرانشاه، كبرى مدن شمال وزيرستان، بأن «الضربات الجوية مستمرة وتشمل أيضاً منطقة كرّام المجاورة، ما أرغم بعض السكان على مغادرة المنطقة». وفيما قال حجي جمال الدين، أحد السكان: «الطائرات فوق رؤوسنا. جميع من في القرية يجرون بأطفالهم والنساء بحثاً عن مكان آمن يختبئون فيه»، ندد شهيد الله شهيد الناطق باسم «طالبان باكستان» بالقصف الذي وصفه بأنه «تصرف جبان استهدف تحت جنح الظلام الناس وهم نائمون». وتابع: «إذا استهدفتم الأبرياء في منازلهم سنستهدفكم في منازلكم بإسلام آباد». وثارت تكهنات باحتمال شن عملية عسكرية بعدما ألغى رئيس الوزراء نواز شريف رحلته إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري الأحد الماضي. وهو يتعرض لضغط من الولاياتالمتحدة وقادة في الجيش الباكستاني لاتخاذ إجراء عسكري أكثر صرامة ضد متشددي «طالبان»، علماً أنه كان أعلن إثر تسلمه السلطة بعد انتخابات العام الماضي، أن حكومته تسعى إلى فتح حوار مع الحركة. لكن أي تقدم لم يتحقق في هذا المجال، وزادت الهجمات بنسبة 20 في المئة، وفق المعهد الباكستاني لدراسات السلام. في مدينة كراتشي بإقليم السند (جنوب)، قتل 4 مسلحين يركبون دراجات نارية بالرصاص 3 من عمال حملة مكافحة شلل الأطفال، ما دفع العمال إلى مقاطعة الحملة في الإقليم لدواعٍ أمنية. إلى ذلك، أوضحت دراسة سنوية أعدها مكتب الصحافة الاستقصائية في لندن عن عدد القتلى المدنيين بغارات الطائرات الأميركية بلا طيار التي تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي) في باكستان منذ العام 2004، أن الهجمات قتلت 4 مدنيين فقط العام الماضي. ويمكن أن تدعم هذه النتائج موقف مؤيدي استخدام الطائرت بلا طيار في المناقشات الخاصة بمدى فاعلية الضربات مقارنة بالعمليات العسكرية التقليدية، ودقتها، علماً أن الولاياتالمتحدة لا تنشر معلومات عن الهجمات المنفردة. بينما تعتبر المعلومات التي وفرتها الحكومة الباكستانية غير مكتملة. ورصد المكتب 27 هجوماً، مستعيناً بتقارير إخبارية وتحريات ميدانية وبحوث أجرتها منظمة العفو الدولية. وأفاد المكتب بأن «الطائرات بلا طيار التي تستخدم خصوصاً في مناطق القبائل الباكستانية، قتلت بين 112 و193 متمرداً العام الماضي. وقالت أليس روس رئيسة وحدة بحوث هجمات الطائرات بلا طيار في المكتب، إن «التدقيق المتزايد والضغط السياسي والانخفاض الحاد في عدد الضربات ربما ساعد في تقليص عدد الضحايا المدنيين». وقُتل 22 شخصاً وجُرح آخرون في تفجير انتحاري استهدف باصاً أقلّ زواراً شيعة لدى مرورهم في منطقة ماستونغ بمدينة كويتا (جنوب غرب)، إثر عودتهم من معبر تافتان الحدودي مع إيران. واندلعت النيران في الباص، وسُمعت عيارات نارية في المكان.