دانت الخارجية الباكستانية بشدة أمس، غارة جوية أميركية على شمال وزيرستان، واعتبرتها خرقاً أميركياً جديداً لسيادة باكستان ووحدة أراضيها. وأدت الغارة إلى مقتل ستة ناشطين إسلاميين على الأقل بينهم قيادي في «شبكة حقاني» مدرج على لائحة الإرهاب الأميركية وضالع في خطف جندي أميركي كما أفاد مسؤولون محليون. ونقلت وسائل إعلام باكستانية عن الناطق باسم الخارجية عزيز أحمد شودري، قوله إن «الحكومة الباكستانية تدين بشدة الغارة التي نفذتها طائرة أميركية من دون طيار على منطقة، غلام خان تهسيل، في شمال وزيرستان». وأضاف أن «هذه الضربات الأحادية هي خرق لسيادة باكستان ووحدة أراضيها»، مشيراً إلى أن إسلام آباد شدّدت مراراً على أهمية الوقف الفوري لهذه الغارات ذات النتائج العكسية والتي تخلّف قتلى بين الأبرياء المدنيين ولها تداعيات إنسانية. وأشار شودري إلى أن لهذه الغارات تأثيراً سلبياً في الرغبة المتبادلة للبلدين بإطلاق علاقة تعاون وضمان السلام والاستقرار في المنطقة. ونقلت قناة «جيو تي في» الباكستانية عن مصادر أمنية أن طائرة أميركية من دون طيار استهدفت فجراً منزلاً في منطقة غلام خان تهسيل في شمال وزيرستان. وأشارت إلى أن الطائرة أطلقت صاروخين على المنزل. ووقعت الضربة الجوية في بلدة درغاه مندي التي تبعد 10 كلم من ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان المعروفة بأنها معقل رئيسي ل»طالبان» وحلفائها من «القاعدة». وقالت مصادر محلية إن من بين القتلى الملا سانجين زدران «حاكم الظل» لولاية بكتيكا الأفغانية المتاخمة لباكستان والذي أدرج اسمه على لوائح الإرهابيين لدى الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة. وقال شهود في البلدة إن المساجد المحلية في ميرانشاه أعلنت عن موعد تشييعه. وأفادت الخارجية الأميركية أن زدران «خطط ونسق تحركات مئات المقاتلين الأجانب في أفغانستان» حيث تقاتل قوات الحلف الأطلسي تمرد «طالبان». كما يشتبه في أن هذا القيادي خطط لاختطاف أجانب على الحدود الباكستانية -الأفغانية بحسب الخارجية الأميركية.وتعرف موقع «سايت» المتخصص بمراقبة المواقع الإسلامية إلى زدران على أنه أحد المقاتلين الذين بدوا في فيديو مع بو بيرغدال، الجندي الأميركي الوحيد الرهينة لدى «طالبان». وأكد مسؤول في «طالبان» أن سانجين زدران ضالع في عملية الخطف التي جرت في 2009 في ولاية بكتيكا الأفغانية. ولدى طالبان «حكومة ظل» في ولايات أفغانستان هدفها إنشاء سلطة موازية تجمع الضرائب وتفرض صيغة متشددة من الشريعة على السكان. وأتت غارة الطائرة بلا طيار على الملا زدران بعد 24 ساعة على اغتيال الكاتبة الهندية سوشميتا بانرجي في بكتيكا. وهي روت في أعمالها فظائع ارتكبها الإسلاميون المسلحون في أفغانستان في التسعينات. وأدت غارات الطائرات الأميركية بلا طيار التي انطلقت في 2004 إلى مقتل ما بين ألفين و3500 شخص في شمال باكستان بينهم متمردون ومدنيون وفق عدد من المنظمات الأجنبية التي تتابع الملف عن قرب. وتثير هذه الهجمات انتقادات حادة في باكستان، فيما تعتبرها الولاياتالمتحدة حيزاً محورياً لمكافحة «طالبان» و «القاعدة» في المناطق القبلية المتاخمة لأفغانستان.