يفيد الموقع الإلكتروني ل «الوكالة الأميركية للطيران والفضاء» («ناسا»)، أنها أرسلت غير مركبة في مهمّات للبحث عن المياه على الكوكب الأحمر. وتعطي المركبة «كيوريوزيتي»، وهي روبوت- سيّارة، نموذجاً بارزاً عن هذه الجهود. وتجهد «كيوريوزيتي» في البحث عن آثار للحياة على المريخ، ودراسة مناخه وجيولوجيته، وتجميع معطيات تفيد في تحضير رحلة مأهولة إليه. ويرى معظم اختصاصيي ال «ناسا» أن رحلة «كيوريوزيتي» تندرج في سياق تحقيق التحدّي الذي أطلقة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لوصول إنسان الى الكوكب الأحمر في ثلاثينات القرن الجاري. وتأتي مهمة إرسال مختبرات علميّة إلى المريخ ضمن «برنامج استكشاف المريخ» الذي تنفّذه «ناسا». ويمول هذه المهمة «مختبر الدفع النفاث» في «باسادينا» في ولاية كاليفورنيا. وتقدّر الكلفة الإجمالية لهذه المهمة بقرابة 2.5 بليون دولار. وفي هذا السياق، يذكر أن «ناسا» حدّدت مجموعة من الأهداف الأساسيّة لمهمة «كيوريوزيتي» على المريخ. وتتمحوّر حول مسائل المياه وآثار الحياة ودرجة صلاحية الكوكب الأحمر لاستضافة بشر يأتون من الأرض، وقياس الغلاف الجوي لهذا الكوكب، ومستويات الأشعة الكونيّة التي تضربه باستمرار وغيرها. روبوت بأجهزة متقدّمة تتراوح الحرارة في منطقة عَمَل السيّارة-الروبوت «كيوريوزيتي» بين 30 مئوية فوق الصفر و127 مئوية تحت الصفر. ولهذا السبب، وُضّبت الأجهزة الحسّاسة على العربة بطريقة تضمن إمكان تدفئتها عبر أنابيب من سائل يُسخّن عبر عمليات الإشعاع النووي للبلوتونيوم. وجُهّزت «كيوريوزيتي» بوسيلتي إتصال، تعتمد إحداها على أشعة-إكس للتواصل مباشرة مع الأقمار الاصطناعية حول الأرض. وتستند الثانية على موجة «يو أتش إف» تلفزيونية تَتواصل عبرها مع مَركَبات فَضاء تدور حول المريخ. ويحتاج الإرسال المريخي إلى 13 دقيقة و46 ثانية للوصول إلى الأرض. ويتيح وجود «كيوريوزيتي» في حفرة نيزكية قديمة، أن تتفحّص أجهزة العربة تراب الحفرة والرواسب المتجمّعة على الجدار. ويتوقّع أن يتيح هذا الأمر للعلماء درس جيولوجيا طبقات المريخ عبر حقب زمنيّة متواليّة. كما يفتح المجال لدراسة السهل اللامع في الحفرة، الذي يعتقد أنه بقايا جافة من بحيرة قديمة. وفي أوقات سابقة، رصدت مركبات وصلت إلى المريخ (خصوصاً المركبتين «فايكنغ-1» و «فايكنغ-2» في العام 1976) بقايا أملاح ومعادن وجزيئات عضويّة في هذه الحفرة عينها، ما يعني أنها تشكّل نقطة صالحة لدراسة تاريخ الحياة على المريخ، إذا وُجِدَت. وفي تلك الرحلات أيضاً، وُجِد أن بيئة المريخ كانت رطبة في غابر الزمان، وفق ما قاله مايكل ماير، وهو أحد المسؤولين العلميين في برنامج «ناسا» لاستكشاف المريخ. وأضاف ماير: «من المُقرّر أن تأخذنا «كيوريوزيتي» خطوة إضافية منطقية لفهم احتمال الحياة على المريخ». وتتضمن الأعمال الإضافيّة في أعمال «كيوريوزيتي»، مهمّة قياس التعرّض للإشعاع على متن العربة نفسها أثناء سفرها الطويل إلى المريخ، وهي معطيات مهمة من أجل رحلة مأهولة إلى الكوكب الأحمر. وتستخدم «كيوريوزيتي» مُعدّات مثبّتَة في طرف ذِراع آليّة تحصل بواسطتها على عيّنات من صخور المريخ وتربته، وتدخلها الى مختبرات آلية متخصصة داخل العربة لتحديد تركيبتها كيماويّاً ومعدنيّاً. وتحمل العربة أيضاً جهاز ليزر يسلّط رُزمةً ضوء قويّة على نقاط لا تصل إليها ذراع العربة. وحينها، يتولّى جهاز طيفي في العربة تحليل الضوء المرتّد من تلك النقاط، بهدف تحديد العناصر الكيماويّة فيها. وتهتم «كيوريوزيتي» بالعناصر الكيماويّة المتّصلة مع أشكال الحياة، وإنتاج الطاقة على المريخ.