قال ناشطون إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) انسحب في الساعات الماضية من أجزاء مهمة من مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي، لكن القوات الكردية كانت تتقدم ببطء خشية وقوعها في مكمن أو نتيجة خوفها من أن يكون تنظيم «الدولة» قد فخخ المباني التي أخلاها. وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن مقاتلات التحالف الدولي - العربي شنت 15 غارة على مواقع «داعش» في العراق وسورية. وإذا ما تأكد تراجع «داعش» في عين العرب فإنه يعكس، كما يبدو، إيقان هذا التنظيم بأن حملته للسيطرة على المدينة الكردية والمستمرة منذ 16 أيلول (سبتمبر) الماضي قد انتهت بالفشل بعدما كلّفته مئات القتلى الذين سقطوا في المعارك ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي المدعومين بوحدات من «البيشمركة» العراقية وبغطاء جوي وفّرته طائرات «التحالف» بقيادة الولاياتالمتحدة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس «أن تنظيم «الدولة الإسلامية» انسحب من أجزاء واسعة من المربع الحكومي الأمني ومن سوق الهال في مدينة عين العرب، فيما لا تزال وحدات حماية الشعب الكردي مستمرة في عمليات التمشيط في منطقة البلدية والمربع الحكومي الأمني، وسط سيطرة نارية على سوق الهال والمربع الحكومي الأمني، وتقدم حذر لمقاتلي الوحدات، تخوفاً من قيام تنظيم «الدولة الإسلامية» بتفخيخ المباني وزرع عبوات ناسفة فيها». وقدّم ناشطون سوريون معارضون معلومات مماثلة عن انسحاب «الدولة الإسلامية» وتقدم الأكراد في عين العرب. ولفت «المرصد» إلى أن «وحدات حماية الشعب الكردي والكتائب المقاتلة نفّذت ليلة (أول من) أمس هجوماً على تمركزات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة مميتة في الريف الغربي لمدينة عين العرب، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات الحماية وتنظيم «الدولة» في منطقة ساحة آزادي في المدينة، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم». وأوردت مصادر أخرى أن عدد قتلى «الدولة» في هذه المعركة بلغ 10، فيما قال «المرصد» إن الأكراد سحبوا 7 جثث لقتلى «الدولة» واستولوا «على كمية من الأسلحة والذخائر التي تركها التنظيم عند انسحابه». وأضاف «المرصد» أن «طائرة استطلاع لتنظيم «الدولة الإسلامية» حلّقت في سماء مدينة عين العرب ومعلومات أولية عن تمكّن مقاتلات في وحدات حماية الشعب الكردي من إسقاطها، في حين نفّذت طائرات التحالف العربي - الدولي ضربتين استهدفتا مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في عين العرب». وفي محافظة حلب، ذكر «المرصد» أن «الطيران المروحي ألقى عدداً من المظلات التي تحوي ذخائر على قوات الدفاع الوطني والمسلحين المحليين في بلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية في ريف حلب الشمالي، بينما لقي قائد كتيبة إسلامية من جنسية أجنبية مصرعه خلال الاشتباكات التي دارت مع قوات الدفاع الوطني والمسلحين المحليين في أطراف بلدتَي نبل والزهراء». وتابع: «دارت اشتباكات بعد منتصف ليلة الخميس - الجمعة بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين التي تضمّ (جيش المهاجرين والأنصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام) وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعّمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى، في محيط قرية سيفات وفي محيط قرية حيلان قرب سجن حلب المركزي في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، كما دارت اشتباكات متقطعة ... في محيط تلة خان طومان قرب الأكاديمية العسكرية غرب حلب». وفي محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، أفاد «المرصد» بأن الطيران الحربي نفّذ 7 غارات بينها 5 على بلدة سرجة في جبل الزاوية، في حين ألقت الطائرات المروحية سلالاً على معسكرَي وادي الضيف والحامدية في ريف معرة النعمان الجنوبي والشرقي والمحاصرين من الكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» منذ أشهر. وفي محافظة حماة (وسط)، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، في حين نفّذ الطيران الحربي غارات على ناحية عقيربات بالريف الشرقي. وفي محافظة حمص (وسط) قصفت المروحيات بالبراميل المتفجرة مدينة تلبيسة بالريف الشمالي (حيث قُتلت امرأة وطفل)، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، على ما ذكر «المرصد». وفي محافظة درعا بالجنوب السوري، قصفت مروحيات النظام ب «البراميل المتفجرة» بلدة الشيخ مسكين التي سقطت فيها أيضاً صواريخ أرض - أرض بالتزامن مع «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وعناصر «حزب الله» اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر في البلدة»، وفق ما أورد «المرصد». وقال ناشطون إن كتائب المعارضة صدّت هجمات شنتها القوات النظامية في الشيخ مسكين ومناطق قريبة منها. وفي ريف دمشق، أشار «المرصد» إلى سقوط صاروخ يُعتقد أنه من نوع أرض - أرض على بلدة ميدعا بالغوطة الشرقية، بينما تعرضت بلدة المقيليبة لقصف من قوات النظام التي قصفت أيضاً مناطق في وعرة كناكر بريف دمشق الغربي «وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طر ف آخر، على اطراف بلدة الطيبة بالغوطة الغربية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وتحدث «المرصد» عن «خروج تظاهرة في بلدة عين ترما تطالب بفك الحصار عن الغوطة الشرقية ومحاسبة التجّار والمحتكرين وتخفيض أسعار سلع المواد الغذائية». وأشار «المرصد»، من جهة أخرى، إلى مقتل «مدير مكتب إعلامي جراء إصابته برصاص قناص في حي القابون» في دمشق، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعّمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني من طرف ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر في حي جوبر». كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة في حي التضامن وعلى أطراف حي القابون. وفي شرق سورية، أشار «المرصد» إلى تنفيذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في اطراف قرية البوعمر بمحيط مطار دير الزور العسكري، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة حويجة صكر بأطراف مدينة دير الزور، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي غارتين على المنطقة وغارة ثالثة على منطقة جسر السياسية». وفي دير الزور أيضاً، اشار «المرصد» إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية نفّذ «حد الجلد» بحق شاب من مدينة الميادين في ساحة جرادق بحضور حشد من المواطنين، وذلك بتهمة «معاكسة امرأة» في الشارع. وفي الرقة، نفذ الطيران 4 غارات على منطقة البياطرة قرب جامع الشراكسة قرب نزلة الساعة وشارع المنصور ومناطق أخرى في مدينة الرقة، ما أدى إلى مقتل طفلين اثنين في البياطرة و «معلومات مؤكدة عن شهيد آخر على الأقل إضافة لسقوط جرحى، وأنباء عن المزيد من الشهداء»، وفق «المرصد».