لم يبد الشباب في أحسن أحواله وهو يخوض مباراته ال18 في منافسات دوري عبداللطيف جميل السعودي أمام الفيصلي عصر أمس(الجمعة)، إذ عانت جماهيره كثيراً وهي تتابع الدقائق ال57 الأولى من المباراة، فبدا الفريق عاجزاً عن الظهور في مستواه وتأخر بثلاثة أهداف، لكن الأمور انقلبت في شكل جنوني في ما تبقى من مجريات المباريات لتنتهي بفوز شبابي قوامه أربعة أهداف في مقابل ثلاثة. وعلى رغم سيطرة الشباب الميدانية في بداية المباراة فإن ضيفه نجح بسهولة ومن الفرصة الأولى في هز شباكه بعد أن سدد محترفه ياسين البخيت كرة قوية من مسافة بعيدة فشل الحارس وليد عبدالله في التعاطي معها لتفلت من يده وتتهادى نحو المرمى الخالي معلنة الهدف الأول في الدقيقة السادسة. الحال لم تتغير بعد تأخر أصحاب الأرض، إذ واصل لاعبوه السيطرة على الميدان وسط محاولات حثيثة لبناء الهجمات، لكن أياً منها لم يشكل خطراً على مرمى الحارس منصور النجعي، وسط السيطرة البيضاء حاول الفيصلي الوصول على استحياء إلى مرمى الشباب عبر المرتدات فقط، وفي الدقيقة ال27 نجح المحترف الأردني الثاني خليل بن عطية في استغلال هجمة مرتدة تناقلها مهاجمو الفيصلي داخل منطقة الجزاء الشبابية وسط غفلة تامة من المدافعين ليحولها الأول إلى المرمى مسجلاً ثاني أهداف المباراة. الارتباك بدا واضحاً على لاعبي الشباب ومدربهم، وعلى رغم استمرار سيطرتهم فإن العشوائية والاستعجال قتلا هجماتهم في مهدها، وقبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق زج مدرب الشباب بأحدث لاعبيه الفلسطيني عماد خليلي، لينجح الأخير في إضافة الثقل الفني إلى هجمات فريقه، من دون أن يدرك مبتغاه في تقليص النتيجة. في الشوط الثاني وحين توقع الجميع أن يستعيد الشباب عافيته باغت مهاجم الفيصلي ريان بلال الجميع حين سجل الهدف الثالث لفريقه بعد خمس دقائق فقط من بداية الحصة، وربما تكون النتيجة الثقيلة أخرجت أصحاب الأرض من سباتهم، إذ أضحت هجماتهم أكثر فاعلية وتركيزاً بفضل تحركات خليلي، أول مخرجات الصحوة البيضاء دونت باسم المهاجم عيسى المحياني بعد أن سدد كرة قوية من داخل منطقة الجزاء وسط ارتباك دفاعات الفيصلي قلص معها الفارق في الدقيقة ال57، وبعدها بثلاث دقائق نجح خليلي في تحويل كرة عرضية من المدافع عبدالله الأسطا إلى هدف ثان، استمر الوضع على حاله 10 دقائق تراجع فيها الضيوف في شكل كامل لتأمين مناطقهم الخلفية، ودانت السيطرة الكاملة للشباب. تقدم مدافعو الشباب وساندوا لاعبي الوسط في بناء الهجمات وسط تراجع مهاجمي الفيصلي، وبدا واضحاً ارتباك الضيوف في ظل تراجعهم الكبير إلى داخل منطقة جزائهم، ما منح أصحاب الأرض الفرصة في الوصول السريع إلى المناطق الخطرة، وعبر أحدها تحصل الشباب على ركلة زاوية لعبت سريعة إلى لاعب المحور البرازيلي فرناندو الذي حولها إلى خليلي ليودعها الأخير في الشباك مدركاً بها التعادل لفريقه. العودة القوية زادت حماسة الشباب، وفي الوقت ذاته أربكت حسابات الضيوف الذين فشلوا في الدفاع عن تقدمهم، كما فشلوا في بناء هجمات جديدة أو وقف الهجوم الشبابي، ومع ذلك الاندفاع سحب مدرب الشباب مهاجمه عيسى المحياني وزج بمهند عسيري في محاولة لتفعيل خط المقدم في شكل أكبر، وهو ما حدث سريعاً حين استغل فرانشيسكو رافينيا كرة عرضية مميزة من المدافع حسن معاذ ليحولها عبر تسديدة قوية وسريعة إلى هدف رابع، معه خرج الشباب بالنقاط الثلاث كاسراً سلسلة التعادلات التي لازمته في المباريات الماضية والتي عانى منها الفريق.