إن حل مشكلة الإسكان سهل ممتنع، ولعل أبسط الحلول الممكنة والمتاحة هو السماح بتعدد الأدوار على جميع الشوارع التجارية وداخل الأحياء السكنية، ناهيك عن السماح لأصحاب المساكن القائمة بإنشاء دور أو أدوار إضافية، والسماح ببناء أدوار أو دبلكسات على مساحات صغيرة (300م2 و400م2). إن مثل ذلك الإجراء سيحوّل مدينة الرياض التي تعاني من نقص المعروض من الوحدات السكنية إلى مدينة تتوفر فيها الوحدات السكنية بدلاً من شحها، وهذا سينعكس إيجاباً على العرض والطلب، وبالتالي يؤدي إلى خفض أسعار العقار بيعاً أو إيجاراً، ويساند ذلك إعادة تأهيل الأحياء الشعبية بما يتلاءم مع الوضع البيئي والحضاري للمدن الحديثة في المملكة، وعدم ترك تلك الأحياء مرتعاً للعمالة السائبة والمتخلفة وما تسببه من سلبيات. * ما زالت صناعة البناء والتعمير محدودة ومحتكرة من عدد لا يزيد على أصابع اليد الواحدة من الشركات المؤهلة لإنجاز المشاريع العملاقة، سواء أكانت إسكانية أم مشاريع حكومية (مدارس، مستشفيات، جامعات وغيرها)، أما الشركات العقارية فهي محدودة العدد والقدرة على المنافسة ومحدودة الإمكانات، ناهيك عن مغالاتها في الأسعار عند التنفيذ أو البيع، وكل ذلك يؤدي إلى اللجوء إلى الشركات الأجنبية، وهذا بالطبع يؤخر عملية توطين صناعة البناء والتعمير التي نحن في أمس الحاجة إلى توطينها، سواء أكان ذلك يتعلق بالأيدي العاملة أم التقنيات أم التخطيط أم التنفيذ أم المواد أم غير ذلك من المستلزمات. * في ضوء توجيهات خادم الحرمين الشريفين القاضي ببناء (500) ألف وحدة سكنية بكلفة (250) بليون ريال، يمكن إنشاء أكثر من (20) مدينة جديدة في مواقع استراتيجية من أنحاء المملكة، وهذا التوجه سيخلق فرص عمل ووحدات سكنية، ويخلق أنشطة اقتصادية واجتماعية، ويؤسس لمدن حديثة بكل ما تحمله تلك الكلمة من معنى، بدلاً من إضافة تلك الوحدات وتحميلها على المدن القائمة، ناهيك عن أن ذلك سيسبب الهجرة من المدن الكبيرة إلى المدن الجديدة، ما يخفف من الزحام والضغط على الخدمات، ويوفر وحدات سكنية تحل مشكلة الإسكان. * إن حل مشكلة الإسكان سيكون مفتاحاً لكل المشكلات الأخرى في ما يتعلق بمستوى الدخل وغلاء المعيشة، وفرص العمل وغيرها، وهذا مصداق للقول بأن حل المشكلات العالقة في صورة منهجية سيقضي على تراكمها. وتراكم المشكلات في كل أنحاء العالم، سواء أكان على مستوى الفرد أم الأسرة أم الدولة، يرفع من سقف المطالب، لأن كل مشكلة تفتح نافذة بل نوافذ على مشكلات أخرى، وبذلك يقع المسؤول عند حلها في ما وقع فيه «خراش». نزار عبداللطيف بنجابي - جدة [email protected]