أظهرت نتائج غير رسمية للاستفتاء على مشروع الدستور في مصر تأييد غالبية ساحقة من المقترعين للوثيقة الجديدة، كما حقق الحكم الموقت رهان نسبة المشاركة بتجاوزه مثيلتها في الاستفتاء على دستور العام 2012، والذي وضع في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ما يمهد الطريق لإعلان الرئيس الموقت عدلي منصور ترتيبات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة. وقالت مصادر رئاسية ل «الحياة»، إن منصور «حسم أمره بالنزول عند نتائج الحوار الوطني الذي رعاه وإجراء الانتخابات الرئاسية أولاً»، متوقعة انطلاق إجراءاتها في آذار (مارس) المقبل، فيما عُلم أن قرار وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي إزاء تلك الانتخابات سيُتخذ خلال اجتماع يعقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد إعلان الرئيس الموقت تقديم الرئاسيات، على أن يُعلن السيسي بنفسه موقفه في خطاب إلى الشعب. وقال مسؤول عسكري إن «هناك إجماعاً من قيادات القوات المسلحة كافة بتأييد ترشيح السيسي، خصوصاً بعد ما أظهرته نتائج استفتاء الدستور من رغبة شعبية في رئاسة قائد الجيش للبلاد». وأظهرت النتائج غير الرسمية للاستفتاء الذي اختتم أول من أمس، أن مشروع الدستور المعدّل حظي بنسبة كاسحة من المؤيدين تتعدى 95 في المئة، وأن نسبة المشاركة جاءت في حدود 34 في المئة من الناخبين، ما يعني تجاوز نسبة 32.5 في المئة التي شاركت في دستور العام 2012 في ظل حكم مرسي. غير أن النتائج أظهرت تبايناً في نسب المؤيدين للحكم الانتقالي بين محافظات الدلتا التي راوحت نسب الإقبال فيها 45 في المئة، والصعيد الذي لم يتعد 30 في المئة، كما أوضحت ضعف قدرة حزب «النور» السلفي على الحشد، لاسيما في محافظتي الإسكندرية ومرسي مطروح الساحليتين اللتين تعدان من معاقله. ولوحظ انخفاض المشاركة في العاصمة بنسبة 27 في المئة على رغم أن غالبية ناخبيها كانت اقترعت رفضاً لدستور «الإخوان». ميدانياً، قُتل طالب في جامعة القاهرة في اشتباكات عنيفة اندلعت بين مئات الطلاب والشرطة داخل حرم الجامعة وفي محيطها، إثر تصعيد طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» تظاهراتهم في الجامعات الرئيسة، ما اعتبره الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف «مخططاً يدبره الإخوان لاستغلال الطلبة في ارتكاب أعمال قتل وعنف لإفساد فرحة المصريين بالاستفتاء». وأوضح عبداللطيف أن «معلومات وردت إلى أجهزة الأمن باعتزام التنظيم استغلال طلبة الجامعات في إحداث أعمال شغب وعنف، وأن المخطط يتضمن الدفع بعناصر مسلحة بين صفوف الطلبة واستخدامها في أعمال قتل داخل الجامعات للمتاجرة بها، لكن الوزارة تمكنت من إحباطه حتى الآن». ودعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي إلى «تواصل أيام الغضب وإجراءات التصعيد الثوري» خلال الأسبوع الجاري تحت شعار «أسبوع التصعيد الثوري» استعداداً للذكرى الثالثة للثورة في 25 الشهر الجاري.