علمت «الحياة» أن اتصالات سرية تُجرى بين قادة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ورموز في المعارضة للتوصل إلى تسوية تفضي إلى تشكيل «حكومة وحدة وطنية» قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل. وقال مصدر مطلع ل «الحياة» أمس: «إن الاتصالات الجارية بين الحزب الحاكم والمعارضة لا تزال في مراحلها الأولى»، واصفاً إياها بال «استكشافية»، مرجحاً إرجاء الانتخابات في حال التوصل إلى تفاهمات تمهد لمصالحة وطنية تشمل المعارضة وتحالف متمردي «الجبهة الثورية» في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وأضاف: «أن التغيير الأخير في الحكومة الذي أزاح رموزاً بارزة في السلطة كانت تعرقل جهود المصالحة الوطنية، قد يفتح الباب أمام حوار جدي». وأشار المصدر إلى أن استقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد يتطلب تنازلات من كل الفرقاء لتجنب أخطار التمزق والانهيار. وفي سياق متصل، قال الرئيس الجديد للبرلمان السوداني الفاتح عز الدين: «إن الحزب الحاكم سيكون مرناً في مواقفه مع القوى السياسية لصوغ الدستور وتعديل قانون الانتخابات». ورأى أن شرط المعارضة تشكيل حكومة انتقالية يرمي إلى تفكيك النظام في ظل ظروف استثنائية وينطوي على رفض للمشاركة في الحوار والتلاقي. ورفض إيقاع البلاد في فراغ حقيقي وتفكيك المؤسسات في ظل انهيار الدول الأفريقية الجارة للسودان. وأشار إلى إمكان التوصل إلى الأهداف المتعلقة بالمشاركة والتوازن في الفرص لتشكيل المستقبل في تداول سلمي للسلطة عبر الانتخابات. من جهة أخرى، يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير اليوم، إلى إريتريا في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، تلبيةً لدعوة من نظيره الإريتري أسياس أفورقي، للتشاور في القضايا المشتركة وتطورات الأوضاع في المنطقة. ويضم الوفد الرئاسي إلى أسمرة: وزيري شؤون الرئاسة صلاح ونسي، والخارجية علي كرتي، والمدير العام لجهاز الأمن محمد عطا. وكان الرئيس الإريتري زار بورتسودان على ساحل البحر الأحمر براً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث شارك في مهرجان للسياحة والتسوق في عاصمة ولاية البحر الأحمر شرق السودان المتاخمة لبلاده.