حمّل الرئيس الأريتري أسياس أفورقي الولاياتالمتحدة مسؤولية إصدار مجلس الأمن القرار 1907 في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بفرض العقوبات على بلاده بتهمة دعم المعارضة الصومالية المسلحة، وهي تهمة تنفيها أسمرا. وكان أفورقي يخاطب مهرجاناً جماهيرياً حاشداً أقيم أمس على شاطئ البحر الأحمر في مصوّع عاصمة ولاية شمال البحر الأحمر لمناسبة الذكرى العشرين لمعركة «فنقل» (أي الانعتاق) التي حررت مصوّع وضواحيها من الاستعمار الإثيوبي عام 1990، وهي المعركة التي اعتُبرت خطوة كبرى مهّدت لخروج الإثيوبيين في شكل كامل من أراضي أريتريا بعد ثلاثين سنة من بقائهم هناك. وشهدت مصوّع عرضاً عسكرياً للقوات البحرية وبينها زوارق حمل أحدها صورة لمقاتلة أريترية، في إشارة إلى دور المرأة في استقلال أريتريا. وغنّى أريتريون وأريتريات ورقصوا في الهواء الطلق أمام رئيسهم الذي تعهّد في المهرجان الذي أقيم تحت شعار «جيل وراء جيل حتى أعلى مراقي الحرية»، بمواصلة «مواجهة التحديات». وتحدث عن قرار العقوبات الذي فرضه مجلس الأمن على بلاده في نهاية العام الماضي واعتبر أن «واشنطن وعملاءها مرروه باسم مجلس الأمن عبر الأكاذيب والافتراءات»، وقال إن القرار هو «أحد انعكاسات سلسلة المؤامرات وإفلاس أصحابها». ورأى أن قرار مجلس الأمن «لا يستهدف أريتريا والشعب الأريتري وحده وإنما هو ضمن المخططات التي تهدف، عبر مختلف الحجج والمبررات المصطنعة، إلى إثارة الأزمات المستمرة في شكل مباشر وعبر العملاء وإدارة الأزمات للاستحواذ على منطقتنا». وقال أفورقي إن «هذا الظلم ليس جديداً على الشعب الأريتري»، قائلاً إن ذلك «يرفع وعي الشعب الأريتري ويدفعه إلى المزيد من التصدي (للمؤامرات) ويعزز حرصه على قيمه وثقافته النضالية والروح الوطنية العالية». وقال إن هذا التصدي الأريتري سيتعزز مع مرور الوقت. وأشار إلى «مؤامرات» عدة تعرضت لها بلاده خلال عشرين سنة مضت، واعتبر انه كان بإمكان شعوب السودان وأريتريا وإثيوبيا والصومال أن تبلغ مراحل متقدمة «لو تُركت لوحدها للعمل من أجل الاستقرار الجماعي والرخاء عبر تنسيق جهودها وخيراتها من دون عراقيل وتدخلات معربدة لأصحاب المصالح الخاصة في واشنطن». ونوّه أفورقي ب «التضامن التاريخي والاستراتيجي الواسع مع الشعب السوداني»، لافتاً إلى مشاركة وفد سوداني من ولاية البحر الأحمر السودانية. وأكد أن التعاون في شكل خاص مع تلك الولاية سيرتقي في مجالات التجارة والسياحة والثروة الحيوانية. ويُشار إلى أن السودان وأريتريا دشّنا خطاً جوياً مباشراً للخطوط الجوية السودانية بين أسمرا وبورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر السودانية يوم الخميس الماضي.