أجرى الرئيس الاريتري أسياس افورقي محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير في مدينة بورتسودان الساحلية عاصمة ولاية البحر الاحمر شرق البلاد امس. ووصل افورقي الى السودان براً وتاه موكبه لساعات بعد عطل اصاب سيارته. وكان في استقبال افورقي حاكم ولاية البحر الأحمر محمد طاهر ايلا ليل السبت – الاحد في تجاوز للبروتوكول، اذ كان مقرراً أن يستقبل البشير ضيفه في مطار بورتسودان امس، إلا أن وصوله مبكراً عبر البرّ حال دون ذلك. وأمضى الرئيس الأريتري ليل السبت – الاحد، في مصيف أركويت (120 كلم جنوب غربي بورتسودان) وغادره إلى عاصمة الولاية حيث كان في استقباله البشير. وكشفت معلومات أن موكب أفورقي المؤلف من 8 سيارات تاه في الطريق الوعر وقطع مسافة 700 كيلومتر. وأرسلت السلطات دليلاً سياحياً لارشاده الى مدينة قرورة التي وصلها بعد نحو عشر ساعات نتيجة تعطل السيارة التي كانت يستقلها وانتظاره إصلاحها. وأكدت الخارجية السودانية أن زيارة أفورقي لبورتسودان، متوقعة ومرتبة مسبقاً، ورجح وكيل الوزارة رحمة الله عثمان أن يكون تقديم موعد وصول الرئيس الاريتري إلى ولاية البحر الأحمر، لاعتبارات شخصية. ودشن البشير وأفورقي أمس، عدداً من المشاريع التنموية والخدماتية وطريقاً برياً يربط البلدين، وافتتحا الموسم السياحي في ولاية البحر الاحمر الذي تشارك فيه بعثة اريترية كبيرة. متمردون يعتزمون اعتقال البشير على صعيد آخر، عرض قادة تحالف متمردي «الجبهة الثورية» على المحكمة الجنائية الدولية المساعدة في القبض على الرئيس السوداني الذي يواجه مذكرتي اعتقال في تهم تتعلق بالابادة الجماعية وجرائم حرب ارتكبت في اقليم دارفور منذ العام 2003، كما طالبوا الحكومة الهولندية بعدم اعفاء السودان من ديونه قبل التأكد من تحسن اوضاع حقوق الانسان. واجتمع قادة «الجبهة الثورية» مع مسؤولى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وقدموا شرحاً للأوضاع في السودان، متهمين الخرطوم بمواصلة انتهاك حقوق الانسان وتنفيذ «ابادة جماعية» في اقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. وحض الوفد الذي قاده رئيس الجبهة مالك عقار المحكمة على تكثيف الجهود للقبض على البشير، وبقية المتهمين وهم وزير الدفاع عبدالرحيم حسين وزير الدولة السابق لشؤون الداخلية احمد هارون حاكم ولاية شمال كردفان حالياً، والقيادي في متطوعي قوات الدفاع الشعبي على كوشيب. من جهة اخرى، اشتعل الصراع في تحالف المعارضة السودانية الذي اقترب من الانقسام. ورفض «حزب المؤتمر الشعبي» المعارض بزعامة حسن الترابي أمس، التهمة التي وجهها اليه «حزب الأمة» المعارض برئاسة الصادق المهدي، بتأجيج الصراع في دارفور، واعتباره (الترابي) مهندساً للحرب في الإقليم. ووصف المسؤول السياسي في «حزب المؤتمر الشعبي» كمال عمر اتهام «حزب الأمة»، بأنه «استخفاف بعقول أبناء دارفور»، وحمل المهدي مسؤولية الأزمات التي دخلت فيها البلاد وانفصال جنوب السودان. وكان «حزب الامة» تحدث عن 600 ألف قتيل، وأربعة ملايين نازح منذ اندلاع حرب دارفور في العام 2003، مشيراً الى ان الحرب استنزفت أكثر من 17 بليون دولار بين عامي 2004 و 2009. ووجهت رئيسة المكتب السياسي ل «حزب الأمة» سارة نقد الله، اتهاماً للترابي بتأجيج الصراع في دارفور.