استؤنفت عمليات التصويت في مختلف انحاء مصر الاربعاء في اليوم الثاني من الاستفتاء على الدستور الجديد والذي تعتبر نسبة المشاركة فيه عاملاً مهماً بالنسبة للمستقبل السياسي للقائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي. وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي في اليوم الثاني والأخير من الاستفتاء. ومن المقرر أن تغلق عند التاسعة مساء بالتوقيت المحلي. ويصل إجمالي عدد من يحق لهم التصويت في الاستفتاء إلى 52 مليوناً و742 ألفاً و139 ناخباً، موزعين على 30 ألفاً و317 لجنة فرعية، و13 ألفاً و867 مقراً انتخابياً، ويشرف على الاستفتاء 13 ألفاً و867 قاضياً. وشددت السلطات إجراءات الأمن حول لجان الاقتراع في القاهرة بعد مقتل تسعة اشخاص أمس في أول أيام التصويت الثلاثاء في اشتباكات بين مؤيدي مرسي والشرطة. وشهدت المقار واللجان الانتخابية بجميع المحافظات العديد من الإجراءات الأمنية لتنظيم وتيسير تدفق المواطنين للأدلاء بأصواتهم، علماً أن الحكومة أعلنت عن نشر 160 الف جندي و200 الف عنصر شرطة. وقال بيان للقوات المسلحة المصرية إن "ذلك يأتي في الوقت الذي عززت فيه عناصر القوات المسلحة المدعومة بعناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات من انتشارها الأمني للتصدي لأي أعمال عدائية تؤثر على عملية الاستفتاء ونشر العديد من الدوريات الأمنية بالطرق والمحاور المرورية، والاحتفاظ باحتياطيات قريبة للتدخل السريع في حالة المواقف الطارئة". ولم تقع حتى الآن اشتباكات دامية كما في الأمس بين أنصار "الإخوان" التي تقاطع الاستفتاء إلاّ أن شبكة "سكاي نيوز" ذكرت أن قوات الأمن المصرية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق العشرات من أنصار جماعة الإخوان قاموا بقطع الطريق بالقرب من قصر الاتحادية بالقاهرة، وآخرون قاموا بقطع الطريق في ميدان روكسي بالقاهرة حيث تحركت مدرعات قادمة من شارع الميرغني وسُجّل إحراق المتظاهرين لنقطة للشرطة في الشارع. من جانبه دعا اللواء وزير الداخلية، محمد إبراهيم، في تصريحات خاصة ل""المصري اليوم"، "الإخوان" إلى الانخراط مرة أخرى في المجتمع المصري، قائلًا "عودوا إلى رشدكم، وكفوا عن العنف". وأضاف إبراهيم، أثناء جولته التفقدية لعدد من لجان الاستفتاء بمنطقة مصر الجديدة، أنه لم يتم تسجيل أي مخالفات أو تجمعات ل"الإخوان" على الأرض منذ بدء التصويت الأربعاء، مؤكداً أنه سيتم التعامل بكل حزم وقوة مع أي تجاوزات تعرقل عملية التصويت. من جهته، اعتبر رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي، أن إقبال المواطنين الكبير على الإستفتاء على مشروع الدستور المعدَّل، من شأنه أن يغيِّر مواقف وصفها ب"المتشدِّدة" في الداخل والخارج. ويرى خبراء ان السلطة الجديدة ترى في هذا الاقتراع وسيلة للحصول على مبايعة شعبية، علماً أن الترجيحات تشير إلى أن الدستور الجديد سيحظى بتأييد غالبية المصريين رغم مقاطعة الإخوان. ومن المقرر أن يحل مشروع الدستور الجديد محل الدستور الذي أعد أثناء حكم مرسي واعتمد بنسبة 64% من الاصوات لكن مع نسبة مشاركة بلغت بالكاد 33% من الناخبين المصريين البالغ عددهم 53 مليون شخص. ورحبت الصحافة المصرية التي دعت بالاجماع الى التصويت ب"نعم" في الاستفتاء على الدستور صباح الاربعاء بعمليات الاقتراع. فعنونت صحيفة الجمهورية الحكومية "المصريون اختاروا المستقبل، الملايين يكتبون التاريخ امام لجان الاستفتاء" فيما كتبت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة "الشعب يجدد الثورة في الصندوق". كما عنونت صحيفة الاهرام "المصريون يدقون أبواب الحرية والمستقبل، الملايين احتشدت للتصويت على الدستور بالزغاريد والأفراح".