افتتح المجلس الوطني الانتقالي في افريقيا الوسطى أمس، دورة طارئة لانتخاب رئيس انتقالي جديد بعد استقالة الرئيس ميشال جوتوديا ورئيس الوزراء نيكولا تيانغاي بضغط من المجتمع الدولي الذي اتهمهما بالعجز عن وقف الاقتتال الديني. وعقدت الجلسة الرسمية برئاسة نائبة رئيس المجلس ليا كوياسوم دومتا، وفي غياب رئيس المجلس الكسندر فرديناند نغينديت الذي عُيّن رئيساً بالوكالة الأحد الماضي. ويملك المجلس مهلة أسبوعين لانتخاب خليفة لجوتوديا، وتطبيع الوضع المؤسساتي بعد الفراغ الذي تركته استقالة الرجلين. وفي خطاب مقتضب، دعت كوياسوم دومتا البرلمانيين الى «تجنب الخيارات المرتبطة بالأحزاب او المجموعات، واختيار شخص يلبي التطلعات الشرعية لشعبنا الذي عانى كثيراً، ويجسد السلام والمصالحة الوطنية لتنظيم انتخابات مقبلة شفافة». وكانت الأمانة العامة للمجلس اعلنت ان رؤساء اللجان سيجتمعون بعد افتتاح الجلسة لتحديد برنامج الجلسات، وآلية تقديم الترشيحات وموعد الاقتراع. الى ذلك، جابت دوريات من سيارات درك افريقيا الوسطى شوارع بانغي صباح أمس بعد ليلة ثانية هادئة، وذلك للمرة الأولى منذ أسابيع في مؤشر جديد إلى استقرار الوضع تدريجاً في العاصمة. وأول من امس، التحق مئات من جنود الجيش النظامي الذين كانوا انضموا الى ميليشيا «انتي بالاكا (ضد السواطير) المسيحية او هربوا خوفاً من القتل، بقيادتهم في مقر المدرسة الوطنية للإدارة والقضاء، حيث اقامت قيادة الأركان مكتباً لتسجيلهم اثر النداء الذي وجهه رئيس اركان قوات الأمن الجنرال فردينان بومبويكي لعودة الجنود الى ثكناتهم. وأبدى الموفد الخاص للأمم المتحدة في بانغي، باباكر غاف، تفاؤله في خروج سريع من الأزمة السياسية، لكنه لمّح الى ان «الحقد ما زال قائماً بين المسلمين والمسيحيين، لذا ستتمثل اولوية الحكومة الجديدة في فتح مصالحة بين المجموعتين». ولم يعد نازحون فروا من منازلهم في كانون الأول (ديسمبر) الى ديارهم حتى الآن، وقالت منظمة «اطباء بلا حدود» ان «الناس ما زالوا حذرين لأنهم يدركون ان الوضع ما زال متقلباً».