التحق مئات من جنود الجيش النظامي في جمهورية افريقيا الوسطى الذين انشقوا عنه خلال الأشهر الأخيرة للإنضمام الى ميليشيا «انتي بالاكا» (ضد السواطير) المسيحية أو هربوا خوفاً من القتل، بقيادتهم في بانغي أمس، في أول مؤشر لتطبيع الأوضاع في العاصمة. ووصف الكولونيل ديزيريه بوكاسا المكلف الاشراف على عملية تسجيل الجنود الفارين بأنه «مؤشر جيد جداً». وزاد: «سنقوم وضعهم، فيما ندعو المجتمع الدولي لمساعدتنا لأننا لا نملك شيئاً، لا ازياء ولا اسلحة». وصرح جاكي موريل غبجا الذي هرب من وحدته بداية كانون الاول (ديسمبر) الماضي «للاحتماء» في كنف عائلته: «أنا مسرور للقاء أخوتي في السلاح». كما ظهرت مؤشرات لتطبيع الوضع المؤسساتي في افريقيا الوسطى بعد الفراغ الذي خلّفته استقالة الرئيس السابق ميشال جوتوديا ورئيس الوزراء نيكولا تيانغاي اللذين اتهمهما المجتمع الدولي بالعجز عن وقف الاقتتال الديني، اذ يفتتح المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان الموقت) اليوم دورة خاصة لانتخاب رئيس انتقالي جديد خلال مهلة اقصاها اسبوعين. ولن يستطيع هذا الرئيس الترشح للإنتخابات العامة المقررة خلال النصف الأول من 2015. وتوقعت مصادر سياسية في افريقيا الوسطى ترشح عشرة اشخاص للإنتخابات الرئاسية، واحتمال ان يكون نغينديت احدهم، نظراً الى علاقاته الجيدة بالاعضاء ال135 في المجلس الوطني الانتقالي، ما يجعله الأوفر حظاً للفوز. وشهدت شوارع العاصمة صباح امس نشاطاً كثيفاً، خلافاً للأيام السابقة، غداة ليلة «هادئة». لكن قيادة القوات الفرنسية قالت: «لا نزال حذرين جداً، ونكثف دورياتنا بالتعاون مع القوات الأفريقية بحثاً عن مرتكبي عمليات نهب ينفذها مسلحون بسواطير وهراوات. وتابعت: «سنقوم الوضع يومياً وسنرى ماذا سيحصل». وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الكسندر فردينان نغينديت الذي يتولى الرئاسة بالوكالة، وجّه تحذيراً حازماً لمتمردي حركة «سيليكا» سابقاً (مقاتلي جوتوديا) وعناصر «بالاكا» وهواة النهب من اجل انهاء الفوضى، وقال: «انتهت الاستراحة». في باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «لدينا مشكلة أمنية يجب ان نحلها في افريقيا الوسطى، اضافة الى مشكلة انسانية خطيرة جداً والمرحلة الانتقالية الديموقراطية، ولا يمكن ترك بلد بلا قيادة، لذا يجب تعيين قادة خلال الأيام العشرة المقبلة».