سمع اطلاق نار لم يعرف مصدره ليل الجمعة - السبت في عاصمة جمهورية افريقيا الوسطى بانغي، حيث نهِبت متاجر بعد استقالة الرئيس ميشال جوتوديا بضغط من قادة وسط أفريقيا، الذين اتهموه، على غرار المجموعة الدولية، بعدم التصدي لأعمال العنف الطائفية في بلده. وتحدث الصليب الأحمر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، هم مدني وعنصر ميليشيا (أنتي بالاكا) المناهضة للرئيس، وعنصر من حركة «سيليكا» السابقة، فيما أفاد شهود بأن شخصين على الأقل أصيبا بالرصاص خلال عمليات نهب شملت متاجر في تقاطع «ريكونسيلياسيون» (المصالحة)، ومتجراً للمواد الغذائية يملكه لبناني. وفي حي بيمبو جنوب العاصمة، تعرض معسكر يتجمع فيه قدامى عناصر «سيليكا» الذين التحقوا بصفوف قوات الأمن، لهجوم استمر ساعتين من عناصر مدججين بالسلاح». وقال طالب يدعى برسون، إن «النهب يستهدف متاجر المسلمين بهدف تجريدهم من أسلحتهم، خصوصاً أن أعداداً كبيرة من متمردي حركة سيليكا السابقة التي تزعمها جوتوديا تتمركز في بانغي، ما يمكن أن يؤدي إلى مجزرة»، علماً أن أموراً مماثلة حصلت سابقاً في بعض أحياء بانغي. وصرح رئيس الصليب الأحمر في أفريقيا الوسطى القس أنطوان مبابوغولو، أن «الاشخاص الذين تعرضوا لسلب ونهب لدى وصول سيليكا إلى السلطة إثر انقلاب آذار (مارس) الماضي، ينفذون عمليات نهب اليوم». وفيما تواصل مدرعات القوات الفرنسية ووحدات أفريقية تنفيذ دوريات في كبرى محاور بانغي، والتمركز على التقاطعات الرئيسة، قررت المنظمة الدولية للهجرة إقامة جسر جوي لإجلاء آلاف من المدنيين من أفريقيا الوسطى ينتمون إلى دول أفريقية مجاورة. ونقلت الرحلات الأولى أمس 800 تشادي من بانغي إلى نجامينا، علماً أن 2500 تشادي يقيمون في مخيم ترانزيت قرب مرفأ بانغي. وتلقت المنظمة أيضاً طلبات من النيجر ومالي والسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية لإجلاء حوالى 60 ألف من مواطنيها الأكثر فقراً، ما دفعها إلى توجيه نداء لجمع 17.5 مليون دولار من أجل إجلاء 10 آلاف مهاجر أفريقي من أفريقيا الوسطى، ومساعدة 50 ألفاً آخرين على العودة إلى بلادهم. في واشنطن، أعلن ديبلوماسي أميركي أن وزير الخارجية جون كيري سيبحث مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارته باريس اليوم وغداً، مسألة النزاع في أفريقيا الوسطى. وقال الديبلوماسي: «نعمل مع الفرنسيين لدعم قوة التدخل الأفريقية المنتشرة في أفريقيا الوسطى»، مذكراً بتعهد الولاياتالمتحدة تقديم مئة مليون دولار من المساعدات العسكرية لدعم تدريب الجنود الأفارقة وتجهيزهم ونقلهم جواً. وحضت الخارجية الأميركية المسؤولين في أفريقيا الوسطى على وضع حد لأعمال العنف الدينية وإعادة السلام، وطالبت الناطقة باسم الوزارة جينيفر بساكي، بعملية «شفافة يشارك الجميع فيها» من اجل انتخاب رئيس جديد لأفريقيا الوسطى بعد استقالة جوتوديا. وشددت بساكي على ضرورة تحرك المجلس الوطني الانتقالي ل «إعادة الأمن لشعب أفريقيا الوسطى، وتنظيم انتخابات في موعد أقصاه شباط (فبراير) 2015». ويملك رئيس المجلس الانتقالي في أفريقيا الوسطى، ألكسندر فرديناند نغندت، 15 يوماً لانتخاب رئيس جديد، علماً أنه أمل، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا المنعقدة في تشاد، بأن يساعد الرئيس المستقيل جوتوديا في تعزيز الانتقال السلمي، بعدما أنجز مهمته»، علماً أن جوتوديا غادر البلاد الى منفاه في بنين. وتقع مهمة إيجاد رئيس انتقالي جديد على عاتق المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان الانتقالي) المؤلف من 135 عضواً جرى تعيينهم بعد استيلاء دجوتوديا على السلطة في آذار، وهم ينتمون الى مختلف الأحزاب السياسية وحركة «سيليكا» والمجتمع الأهلي والمؤسسات العامة. وسيبدأ المجلس الوطني الانتقالي جلسة خاصة في بداية الأسبوع لانتخاب رئيس جديد للدولة، بعد تأكيد المحكمة الدستورية شغور السلطة. وتقضي مهمة الرئيس الجديد ببسط السلام في البلاد وإعادة تشكيل إدارة مترهلة، والسماح لمئات الآلاف من المهجرين بالعودة إلى منازلهم كي يستطيع تنظيم انتخابات عامة ترغب فرنسا في إجرائها قبل نهاية 2014.