ينتظر وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا «إيغاد»، رداً من زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار على اقتراح هدنة بينه وبين الرئيس سلفاكير ميارديت، لا تشمل الإفراج عن المعتقلين. يأتي ذلك إثر استقبال مشار ليل السبت في ولاية جونقلي قرب الحدود الإثيوبية، فريق وساطة «إيغاد» برئاسة الجنرال الكيني لازراس سيمبيو، ضم وزير الخارجية الإثيوبي السابق سيوم مسفن وممثل السودان الجنرال محمد مصطفى الدابي، والمبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث. وظهر مشار في صورة جمعته مع الوسطاء مرتدياً بزة عسكرية وملتحياً وأشيب، وتبدو عليه علامات الإرهاق وهو يتكئ على عصا. ورأى مراقبون أنه أراد بهذا المظهر أن يرسل رسالة إلى أنصاره من قبيلة النوير ثاني أكبر قبائل الجنوب التي تشير إحدى تعويذاتها إلى عصا تحاك حولها أسطورة مفادها أن قبيلة النوير ستحكم الجنوب برجل بملامح تنطبق على مشار. وطرح وسطاء «إيغاد» على رياك مشار، اتفاقاً جزئياً لوقف الأعمال العدائية مع حكومة سلفاكير ميارديت، لا يشمل إطلاق المعتقلين. وأرجأ مشار الرد على الوساطة إلى حين التشاور مع وفده المفاوض وقادته العسكريين. وتقترح الوساطة هدنة بين الطرفين قبل الإفراج عن تسعة معتقلين في جوبا أبرزهم: الأمين العام السابق لحزب «الحركة الشعبية» الحاكم باقان أموم، ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق دينق ألور، ووزير المال السابق كوستي مانيبي. وقال الناطق باسم المتمردين يوهانس موسى: «إن مشار وعد وفد الوسطاء، بالرد على اقتراحهم». واتهم موسى جوبا بعدم الجدية والسعي لتعقيد الأزمة، لأنها تتحدث عن محاكمة المعتقلين، وذلك بعدما أوصى مجلس الوزراء بالإسراع في محاكمتهم. ويتمسك سلفاكير بعدم الإفراج عن المعتقلين، إلا بعد إجراء محاكمات بتهم التورط في محاولة انقلابية فاشلة في منتصف الشهر الماضي. وأكد موسى أنه وفقاً للأجندة الأصلية لوساطة «إيغاد» كان يفترض التوقيع على اتفاق يشمل وقف النار وإطلاق المعتقلين في وقت واحد، وزاد: «لكن ما طرحه الوسطاء يتناقض مع ذلك». ورأى أن «الكرة الآن في ملعب إيغاد»، مشيراً إلى أن وفد رياك مشار علق المفاوضات المباشرة مع وفد سلفاكير في أديس أبابا. ونقلت تقارير عن مشار انتقاده المجتمع الدولي لعدم تعاطيه مع الحرب في جنوب السودان بالموضوعية اللازمة، وتحذيره من «تدخل سافر لأوغندا» في الصراع وقصفها مواقع قواته في ست مناطق بالطيران. وفي المقابل، أبلغ الوسطاء مشار قلق المجتمع الدولي ومجلس الأمن من انزلاق جنوب السودان إلى صراع عرقي.