أعلنت الحكومة السودانية أن كتيبة مقاتلة تابعة لقائد التمرد في جنوب السودان د. رياك مشار ويقودها ضابط برتبة عميد سلمت نفسها للسلطات بكامل عتادها وأرتالها بعد عبورها إلى داخل الحدود السودانية قرب مدينة هجليج المنتجة للنفط، دون أي أعمال عدائية. ويأتي ذلك في وقت أعلن وفد مشار المفاوض في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا أن الوسطاء عادوا مجددا الى جنوب السودان أمس من اجل لقاء مشار في الاحراش. وكشف حاكم ولاية غرب كردفان اللواء أحمد خميس، للإذاعة السودانية، أن الكتيبة المقاتلة المذكورة لم تتورط في أي أعمال عنف. وقال إن الجيش جرد الكتيبة من كامل أسلحتها، وإن السلطات لم تقرر بشأنها بعد، وبدأت تتعامل مع أفراد الكتيبة باعتبارهم مواطنين من أبناء قبيلة النوير يطلبون الحماية، وذلك بحسب توجيهات قيادة الدولة. وأضاف أن سلطات ولايته لا تزال ترصد تدفقات الجنوبيين الفارين من ولاية الوحدة النفطية عبر مناطق هجليج. ورفض الحاكم بشدة إمكانية قيام معسكرات لجوء دائمة للجنوبيين داخل ولايته، مشيراً إلى أن لدى ولايته ما يكفي من المشكلات الأمنية. الى ذلك عاد وفد وساطة دول منظمة التنمية لدول شرق أفريقيا، لعاصمة جنوب السودان جوبا مرة أخرى أمس، وقال متحدث رسمي باسم مفاوضي المتمردين بأديس أبابا، إن الوفد سيلتقي رياك مشار لأول مرة منذ اندلاع القتال في البلاد منذ اربعة اسابيع. وأكد المتحدث باسم المتمردين يوهانس موسى، في اتصال هاتفي ب"الرياض" أن كل الترتيبات اكتملت للقاء وفد الوسطاء مع مشار. وقال إن حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت وافقت على قيام اللقاء، مشيراً إلى أن اللقاء سيتم في مكان ما بإحدى المناطق التي تسيطر عليها قوات مشار، في ولاية جونقلي الاستراتيجية إلى الشمال من العاصمة جوبا. ورأى موسى أن وسطاء "إيقاد" فشلوا إلى الآن في إقناع الرئيس سلفاكير بالإفراج عن المعتقلين، الأمر الذي أدى إلى جمود المفاوضات الجارية بأديس أبابا. وأضاف المتحدث باسم مفاوضي مشار "الوسطاء يريدون منا أن نوقع اتفاقاً جزئياً لوقف العدائيات.. ونحن ما نزال متمسكين بالإفراج عن المعتقلين أولاً قبل التوقيع على أي اتفاق". وكان وسطاء الإيقاد غادروا جوبا يوم الأربعاء الماضي بعد لقاءين لهم بسلفاكير، وعادوا إلى مقر المفاوضات بأديس أبابا، دون الحصول على تعهد من سلفا بإطلاق سراح المعتقلين.